(ع) قال : أتى النبي صلىاللهعليهوآله رجل فقال : يا رسول الله ـ إن أبي عمد إلى مملوك لي فأعتقه كهيئة المضرة لي ـ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت ومالك من هبة الله لأبيك ـ أنت سهم من كنانته « يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ـ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً » جازت عتاقة أبيك يتناول والدك من مالك وبدنك ـ وليس لك أن تتناول من ماله ـ ولا من بدنه شيئا إلا بإذنه.
أقول : وهذا المعنى مروي عن الرضا عليهالسلام في جواب مسائل محمد بن سنان في العلل ومروي من طرق أهل السنة عن عائشة عنه (ص).
* * *
( وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ـ ٥١. وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ـ ٥٢. صِراطِ اللهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ أَلا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ـ ٥٣. )
بيان
تتضمن الآيات آخر ما يفيده سبحانه في تعريف الوحي في هذه السورة وهو تقسيمه إلى ثلاثة أقسام : وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ثم يذكر أنه يوحي إليه صلىاللهعليهوآله ما يوحي ، على هذه الوتيرة وأن ما أوحي إليه منه تعالى لم يكن النبي صلىاللهعليهوآله يعلم ذلك من نفسه بل هو نور يهدي به الله من يشاء من عباده ويهدي به النبي صلىاللهعليهوآله بإذنه.