لنفس شيئا فلا تقدر على دفع شر عنها ولا جلب خير لها ، ولا ينافي ذلك آيات الشفاعة لأنها بإذن الله فهو المالك لها لا غير.
وقوله : « وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ » أي هو المالك للأمر ليس لغيره من الأمر شيء.
والمراد بالأمر كما قيل واحد الأوامر لقوله تعالى : « لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ » المؤمن : ١٦ وشأن الملك المطاع ، الأمر بالمعنى المقابل للنهي ، والأمر بمعنى الشأن لا يلائم المقام تلك الملاءمة.
( بحث روائي )
في تفسير القمي في قوله تعالى : « وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ » قال : تنشق فتخرج الناس منها.
وفي الدر المنثور ، أخرج الحاكم وصححه عن حذيفة قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : من استن خيرا فاستن به فله أجره ـ ومثل أجور من اتبعه غير منتقص من أجورهم ـ ومن استن شرا فاستن به فله وزره ـ ومثل أوزار من اتبعه غير منتقص من أوزارهم ، وتلا حذيفة « عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ».
وفيه ، أخرج عبد بن حميد عن صالح بن مسمار قال : بلغني أن النبي صلىاللهعليهوآله تلا هذه الآية « يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ » ثم قال : جهله.
وفي تفسير القمي : « فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ » قال : لو شاء ركبك على غير هذه الصورة.
أقول : ورواه في المجمع ، عن الصادق عليهالسلام مرسلا.
وفيه : « وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ » قال : الملكان الموكلان بالإنسان.
وعن سعد السعود ، وفي رواية : إنهما ـ يعني الملكين الموكلين ـ يأتيان المؤمن عند حضور صلاة الفجر ـ فإذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل ـ فإذا غربت الشمس نزل إليه الموكلان بكتابة الليل ، ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار ـ بديوانه إلى الله عز وجل.
فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور أجله ـ فإذا حضر أجله قالا للرجل الصالح : جزاك الله من صاحب عنا خيرا ـ فكم من عمل صالح أريتناه ، وكم من قول حسن أسمعتناه ، وكم من مجلس خير أحضرتناه ـ فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك ، وإن كان عاصيا قالا له : جزاك الله من صاحب عنا شرا ـ فلقد كنت تؤذينا فكم من عمل سيء أريتناه ، وكم من قول سيء أسمعتناه ، و [ كم ] من مجلس سوء أحضرتناه ـ ونحن اليوم لك