الأصل مطلق الجزاء وإن غلب استعماله في الخير ، وقوله « عَلَى الْأَرائِكِ » خبر بعد خبر للذين آمنوا و « يَنْظُرُونَ » خبر آخر ، وقوله : « هَلْ ثُوِّبَ » إلخ متعلق بقوله : « يَنْظُرُونَ » قائم مقام المفعول.
والمعنى : الذين آمنوا على سرر في الحجال ينظرون إلى جزاء الكفار بأفعالهم التي كانوا يفعلونها في الدنيا من أنواع الأجرام ومنها ضحكهم من المؤمنين وتغامزهم إذا مروا بهم وانقلابهم إلى أهلهم فكهين وقولهم : إن هؤلاء لضالون.
( بحث روائي )
في تفسير القمي في قوله تعالى : « وَفِي ذلِكَ فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ » قال : فيما ذكرناه من الثواب الذي يطلبه المؤمن.
وفي المجمع في قوله تعالى : « وَإِذا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغامَزُونَ » قيل نزلت في علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ وذلك أنه كان في نفر من المسلمين جاءوا إلى النبي صلىاللهعليهوآله ـ فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا ـ ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه ـ فنزلت الآية قبل أن يصل علي وأصحابه إلى النبي صلىاللهعليهوآله : عن مقاتل والكلبي.
أقول : وقد أورده في الكشاف.
وفيه ذكر الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل بإسناده عن أبي صالح عن ابن عباس قال : « إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا » منافقو قريش ـ و « الَّذِينَ آمَنُوا » علي بن أبي طالب وأصحابه.
وفي تفسير القمي : « إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا ـ إلى قوله ـ فَكِهِينَ » قال : يسخرون.
* * *
( سورة الانشقاق مكية وهي خمس وعشرون آية )
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤)