يعنى أنَّ اللهَ هو المُحْيِى ، المُمِيتُ ، الرَّزّاقُ ، المُنْعِمُ ، وَحْدَه لا شَرِيكَ له. فإذا أَشْرَكَ به غيرَه ، فذلك أَعْظَمُ الظُّلْم ؛ لأَنَّه جعلَ النِّعْمةَ لغير رَبِّها.
* ظَلَمَه يَظْلِمُه ظُلْمًا ، فهو ظالمٌ ، وظَلُومٌ. قال ضَيْغَمٌ الأَسَدِىُّ :
إِذا هُوَ لَمْ يَخَفْنِى فى ابن عَمِّى |
|
ـ وإِنْ لَمْ أَلْقَه ـ الرَّجُلُ الظَّلُومُ(١) |
وقولُه تَعالَى : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) [النساء : ٤٠]. أَرادَ لا يَظْلِمُهُم مِثْقالَ ذَرَّةٍ ، عَدّاه إِلى مَفْعُولَيْن ؛ لأَنَّه فى مَعْنَى يَسْلُبُهُم. وقد يكونُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فى مَوْضِع المَصْدَر ، أى : ظُلْمًا حَقِيرًا كمِثْقالِ الذَّرَّةِ.
وقولُه تَعالَى : (فَظَلَمُوا بِها) [الإسراء : ٥٩]. أى : بالآياتِ الَّتِى جاءَتْهُم ، وعَدّاهُ بالباءِ ؛ لأَنَّه فى مَعْنَى : كَفَرُوا بِها.
* والظُّلْمُ : الاسم.
* وظَلَمَه حَقَّهُ.
* وتَظَلَّمَه إِيَّاه. قالَ أبو زُبَيْدٍ الطّائِىُّ :
وأُعْطِىَ فَوْقَ النِّصْفِ ذُو الحَقِّ مِنهُمُ |
|
وأُظْلَمُ بَعْضًا أو جَمِيعًا مُؤَرِّبَا(٢) |
وقالَ :
تَظَلَّمَنِى مالِى ، كَذَا ، ولَوَى يَدِى |
|
لَوَى يَدَه اللهُ الَّذِى هو غَالِبُهْ(٣) |
* وتَظَلَّمَ منه : شَكَا من ظُلْمِه.
* وتَظَلَّمَ الرَّجُلُ : أحالَ الظُّلْمَ على نَفْسِه. حَكاه ابنُ الأَعْرابِىِّ ، وأَنْشَدَ :
كانَتْ إذا غَضَبَتْ عَلَىَ تَظَلَّمَتْ |
|
وإذا طَلَبْتُ كَلامَها لم تَنْقَلِ(٤) |
هذا قولُ ابنِ الأَعْرابِىِّ. ولا أَدْرى كيفَ ذلِك ؛ إِنَّما التَّظَلُّمُ هاهُنا تَشَكِّى الظُّلْمِ منه ؛ لأَنَّها إذا غَضِبَتْ عليهِ لم يَجُزْ أن تَنْسُبَ الظلمَ إلى ذاتِها.
* واظَّلَمَ ، وانْظَلَمَ : احْتَمَل الظُّلْمَ.
__________________
(١) البيت لضيغم الأسدى فى لسان العرب (ظلم) ؛ وتاج العروس (ظلم).
(٢) البيت لأبى زبيد الطائى فى ديوانه ص ٤١ ؛ ولسان العرب (ظلم) ؛ وتهذيب اللغة (١٥ / ٢٥٦) ؛وتاج العروس (ظلم).
(٣) البيت لفرعان بن الأعرف فى لسان العرب (لوى) ؛ وبلا نسبة فى لسان العرب (ظلم) ؛ والمخصص (١٤ / ١٨٢) ؛ وتاج العروس (ظلم).
(٤) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (ثقل).