بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى أهل بيته المطهّرين ، وصحبه الأوفياء المخلصين ، والرحمة على أرواح علمائنا الأبرار الذين نشروا علوم آل محمّد عليهمالسلام الذين من تمسك بحبلهم اهتدى ، وتمسك بالعروة الوثقى ، وبلغ السعادة القصوى ، ونال الدرجات العلى ، ومن تخلّف عنهم هوى وغوى.
وبعد :
عمد الأوائل من رجال الشيعة الإماميّة إلى جمع كل ما روي من حديث المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم وحديث أهل البيت عليهمالسلام ابتداء من صدر الإسلام وحتى أواسط القرن الثالث الهجري ، ولم تثن طلائعهم أزمة منع التدوين المعروفة التي عاشها الحديث الشريف عند غيرهم قرنا من الزمان ، ولم توقف همتهم تلك العواصف الكثيفة التي حاولت بمكرها ودهائها أن تحجب نور الشمس عن العالمين ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ ) بل ازدادوا إيمانا بأن الحظر المفروض على التدوين سيلبس هذا الدين لباسا لا يمت بصلة إلى الإسلام ، وربما يطمس معالمه