ولكن الذي نعلمه أن أول من استعمل الكلمة رجال الحديث ، وأول ما عرف في القرن الثالث ، فقد جاء في صحيح الإمام البخاري عنوان من تعبيره وقوله وهو : باب تسمية من سمي من أهل بدر في الجامع الذي وضعه أبو عبد الله (يعني البخاري) على حروف المعجم ... وأول كتاب أطلق عليه اسم المعجم هو معجم الصحابة لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى ، ثم وضع أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي كتابين في أسماء الصحابة سماهما «المعجم الكبير» و «المعجم الصغير» ثم كثر إطلاقه واستعماله وشاع ، وعنهم أخذ اللغويون كلمة المعجم.
أنواع المعاجم :
المعاجم أنواع عديدة أهمها :
١ ـ المعاجم اللغوية وهي التي تشرح ألفاظ اللغة ، وكيفية ورودها في الاستعمال بعد ترتيبها وفق نمط معين من الترتيب.
٢ ـ معاجم الترجمة : أو المعاجم المزدوجة أو الثنائية اللغة.
٣ ـ المعاجم الموضوعية أو المعنوية : وهي التي ترتب الألفاظ اللغوية حسب معانيها أو موضوعاتها.
٤ ـ المعاجم الاشتقاقية أو التأصيلية وهي التي تبحث في أصول ألفاظ اللغة.
٥ ـ المعاجم التطورية : وهي التي تهتم بالبحث عن أصل معنى اللفظ ، لا اللفظ نفسه ثم تتبع مراحل تطور هذا المعنى عبر العصور.
٦ ـ معاجم التخصيص : وهي التي تجمع ألفاظ علم معين ومصطلحاته أو فن ما ، ثم تشرح كل لفظ أو مصطلح حسب استعمال أهله والمتخصصين به له.
٧ ـ دوائر المعارف أو المعلمات : وهي نوع من أنواع المعاجم ، لكنها تختلف عنها من حيث أنها سجل للعلوم والفنون وغيرهما من مظاهر النشاط العقلي عند الإنسان.
٨ ـ المعاجم المصورة وهي التي تثبت صور كل الحسيات التي تتضمنها وترتبها ترتيبا هجائيا دون شرح أو تفسير (١).
ويرى د. أحمد أمين (٤) أن جمع اللغة مرّ في مراحل ثلاث : أما المرحلة الأولى فقد
__________________
(١) المعاجم اللغوية العربية ، اميل يعقوب ، باختصار ص ١٥ ـ ٢٠.