سلام الجمحي صاحب الطبقات ، وأَخذ عن سيبويه جماعة ، منهم أَبو الحسن سعيد بن مَسْعَدة المُجاشعيّ الملقب بالأَخفش ، وكان غلام أَبي شِمْر ، وكان أَسنَّ من سيبويه ولكن لم يأْخذ عن الخليل ، مات سنة ٢١٠ وكان أَخذ عن أَبي مالك النُّميريّ.
وممن أَخذ عن أَبي عبيدة وأَبي زيد والأَصمعي والأَخفش : أَبو عبد الله التَّوزي ويقال التَّوَجي ، مات سنة ٢٣٨ وأَبو علي الحِرمازيّ وأَبو عمر صالح بن إِسحاق الجَرْميّ ، وهؤلاء أَكبرُ أَصحابهم ، ومن دونهم في السن أَبو إِسحاق إِبراهيم الزِّيادي ، وأَبو عثمان بكر بن محمد المازني مات سنة ٢٤٥ ، وأَبو الفضل العباس بن الفرج الرِّياشي ، قتله الزِّنْج بالبصرة وهو يصلي الضحى في مسجده في سنة ٢٥٧ وأَبو حاتم سَهْل بن محمد السِّجستاني ، مات سنة ٢٥٠. ودون هذه الطبقة جماعة ، منهم أَبو نصر أَحمد بن حاتم الباهليّ وعبد الرحمن بن عبد الله بن قُرَيب الأَصمعي ، وهما ابنا أَخي الأصمعي وقد رويا عنه.
وأَخذ عن المازني والجَرمي جماعةٌ ، منهم أَبو العباس محمد بن يَزيد المبرّد ، مات سنة ٢٨٢ وعنه أَخذ أَبو إِسحاق الزّجاجي ، وأَبو بكر محمد بن السرّاج ، ومحمد بن علي بن إِسماعيل الملقب بمَبْرَمان.
واختص بالتوّجي أَبو عثمان سعيد بن هارون الأُشنانذاني.
وبرع من أَصحاب أَبي حاتمٍ أَبو بكر محمدُ بن الحسن بن دُريد الأَزدي ، ولد سنة ٢٢٣ ومات بعمان سنة ٣١١ وإِليه انتهى علم لغة البصريين ، تصدر في العلم ٦٠ سنة ، وفي طبقته في السن والرواية أَبو عليّ عيسى بن ذَكوان. وكان أَبو محمد عبد الله بن مُسلم بن قُتيبة الدِّينوري أَخذ عن أَبي حاتم والرياشي وابن أَخي الأَصمعي ومات سنة ٢٦٧ وقد أَخذ ابن دريد عن هؤلاء كلهم وعن الأُشنانذاني. فهذا جمهور ما مضى عليه علماء البصرة.
الفرع الثاني في بيان أَئمة اللغة من الكوفيين وبيان أَسانيدهم وأَلقابهم ووفياتهم.
كان لهم بإِزاء من ذُكِرَ ، المفضَّل الضّبيّ ، ثم خالد بن كلثوم وحمّاد الرواية وقد أَخذ عنه أَهل المصْرَيْنِ ، وخلف الأَحمر ، وروى عنه الأَصمعي شعراً كثيراً ، وهو حمّاد بن هُرْمز الدّيلميّ ، وقد تُكُلِّم فيه ، ثم أَبو يحيى محمد بن عبد الأعلى بن كُناسة ، توفي بالكوفة سنة ٢٠٧.
وكان إِمامهم غير مدافع أَبو الحسن عليّ بن حمزة الكِسائي ، مات بالرّيّ سنة ١٨٩ جزم به أَبو الطيب ، وقيل غير ذلك.
ثم أَبو زكريا يحيى بن زِياد الفرّاء ، مات بطريق مكة سنة ٢٠٧ أَخذ عن الكسائي وعمن وَثِق بهم من الأَعراب مثل ابن الجَرَّاح وابن مَرْوان وغيرهما ، وأَخذ عن يُونس وعن أَبي زيدٍ الكِلابي.
وممن أَخذ عن الكسائي أَبو الحسن عليّ الأَحمر وأَبو الحسن عليّ بن حازم اللِّحيانيّ صاحب النوادر ، وقد أَخذ اللّحيانيّ عن أَبي زيد وأَبي عبيدة والأصمعي ، إِلا أَن عُمدته الكسائي.
ومن علمائهم في عصر الفَرَّاء أَبو محمد عبد الله بن سَعيد الأُموي ، أَخذ عن الأَعراب ، وعن أَبي زيد الكلابي ، وأَبي جعفر الرُّؤاسيّ ونبذاً عن الكسائي ، وله كتاب النوادر.
وفي طبقته أَبو الحسن عليّ بن المبارك الأَخفش الكوفي ، مات سنة ٢١٠ وأَبو عكرمة الضبي صاحب كتاب الخيل ، وأَبو عدنان الراوية صاحب كتاب القِسِيّ ، وقد روى عن أَبي زيد.
ومن أَعلمهم باللغة وأَكثرهم أَخذاً عن الأَعراب ، أَبو عمرو إِسحاق بن مُرَار الشيبانيّ صاحب كتاب الجيم وكتاب النوادر ، مات سنة ٢١٣ عن مائة وعشر سنين ، روى عنه أَبو الحسن الطُّوسي ، وأَبو سعيد الحسن بن الحُسين السُّكرِيّ ، وأَبو سعيد الضرير ، وأَبو نصر الباهلي ، واللحيانيّ ، وابن السكّيت.
وأَما أَبو عبد الله محمد بن زِياد الأَعرابيُّ فإِنه أَخذ العلم عن المفضّل الضبي ، وعن البصريين ، وعن أَبي زَيد ، وعن أَبي زِياد ، وجماعةٍ من الأَعراب ، مثل الفُضَيل وعِكرمة ، وُلِدَ لَيْلَةَ وُلدَ الإِمام أَبو حنيفة رضياللهعنه ، ومات سنة ٢٢١.
وأَما أَبو عبيد القاسم بن سلام فقد رَوَى عن الأَصمعيّ