ثَدْياء ، أَي عظيمة غَزيرةُ الماءِ ، وفسر شارِحُ الخطبة عيسى بن عبد الرحيم الأَهاضيب بالجبالِ المُنبسِطَة على وجْهِ الأَرض ، والثَّوادي بما فسَّره المؤلف في مادة ث دى أَنها جمع ثادِيَة ، إِما من ثَدِيَ بالكسِر إِذا ابتلَّ ، أَو من ثَداه إِذا بلَّه ، وهما بعِيدان عن معنى المُراد ، وقيل إِنه من المهموزِ العين ، والدال المهملة لامٌ له ، كأَنه جمع ثَأْداءَ كصحراءَ وصحارِي ، وفي بعض النسخ بالنون ، وهو خطأٌ عَقْلاً ونَقْلاً. ودافعِ أَي صارِف ومُزيل. مَعَرَّة بفتح الميم والعين المهملة وتشديد الراء أَي الإِثم ، عن الجوهري ، وهو مُستَدْرك على المؤلّف ، كما يأْتي في محلِّه ، ووُجِد في بعض النسخ هناك الاسم ، بالسين المهملة بدل الثاء ، وتُطلَق المعرَّة بمعنى الأَذى ، وهو الأَشبهُ بالمراد هنا ، وتأْتي بمعنى الغُرْم والخِيانة والعَيْب والدِّية ، ذكرها المؤلف ، وبمعنى الصُّعُوبة والشِّدَة ، قاله العكبريُّ والشَريشي. العَوَادي جمع عَادِيَة من العُدْوانِ ، وهو الظُّلم ، والمراد بها هنا السِّنونَ المجدِبَةُ على التشبيه ، وهذا المعنى هو الذي يُناسبه سِياق الكلام وسبَاقه ، وأَمَّا جعلُهُ جمعَ عادٍ أَو عادِيَة بمعنى جماعةِ القَوْم يَعْدُون للقتال ، أَو أَوّل مَن يَحمل من الرَّجَّالة ، وجَعْلُه بمعنى ما يُغْرَس منَ الكَرْم في أُصولِ الشجرِ العِظام ، أَو بمعنى جماعةٍ عادِيَة أَو ظَالِمة فيأْباه الطبعُ السليمُ ، مع ما يَرِد على الأَوَّلِ من أَن فاعِلاً في صِفات المُذكَّر لا يُجْمع على فَوَاعل ، كما هو مُقرَّر في محله بالكَرَمِ أَي بالفَضْلِ. المُمَادى الدائم والمستمرّ البالِغ الغاية ، وفي بعض النسخ المُتمادي ، بزيادة التاء ، وهو الظاهر في الدِّرَايَة ، لشُيُوعِ «تمادَى» على الأَمر إِذا دام واستمرَّ دون «مَادَى» وإِن أَثبته الأَكثرون ، والأُولَى هي الموجودة في الرَّسوليَّة. ومُجْري من الجَرْيِ وهو المرُّ السريع أَي مُسِيل الأَوْداء جمع وادِ ، والمراد ماؤه مجازاً ، ثم المراد الإِحسانات والتفضّلات ، فهو من المجاز على المجاز ، ثم ذَكَر العَيْنَ في قوله مِنْ عَيْن العَطاءِ تَرشيحاً للمجاز الأَوَّل استقلالاً وللثاني تَبعاً ، ومثل هذا المجاز قَلَّمَا يُوجَد إِلا في كَلام البُلغاء ، والعطاءُ بالمد والقَصْر نُوْلُكَ السَّمْحُ وما يُعْطَى ، كما سيأْتي إِن شاءَ الله تعالى. لكل صادي أَي عَطْشان ، والمراد هنا مُطلَق المحتاجِ إِليها والمشتاق لها ، قال شيخنا : وفي الفقرة تَرْصِيع السَّجْع. باعِث تَجوزُ فيه الأَوْجُه الثلاثة ، والاستئناف أَوْلَى في المَقام ، لِعِظمِ هذه النِّعمة ، والمعنى مُرْسل. النبيِّ الهادي أَي المرشِد لعبادِ الله تعالى ، بدُعائهم إِليه ، وتعريفهم طرِيقَ نَجاتهم. مُفْحِماً أَي حالةَ كونه مُعجِزاً. باللسان الضادِي أَي العربيّ ، لأَن الضاد من الحُروف الخاصَّه بلغة العرب. كُلَّ مُضَادِي أَي مُخالِف ومُعانِد ومُعارِض ، من ضَادَاه ، لغة في ضَادَّه ، وضبط ابن الشحْنة ، والقَرافي ، بالصاد المهملة فيهما ، فالصَّادي من صَاداه إِذا دَاجَاه ودَارَاه وسَاتَره ، والمُصادِي من صَدّه يَصُدُّه إِذا منعه ، والمُصَادي : المُعارض ، ويُخالفان النقْلَ الصحيحَ المأْخوذ عن الثِّقاتِ ، مع أَن في الثاني خَلْطاً بين بابَيِ المُعتلِّ والمُضاعَف ، كما هو ظاهرٌ ، وبين الضادي والمضادى جِناسٌ كما هو بيِّنٌ مفحماً. مُفَخَّماً أَي وحالة كونه مُعظَّماً ومُبجَّلاً جَزْلَ المنطِقِ. لا تَشِينه أَي لا تَعِيبه مع فخامتِه وحُسْنِ كلامِه صلىاللهعليهوآلهوسلم. الهُجْنَة قُبْحُ الكلام. والعُجْمة (*) العجْز عن إِقامةِ العربية لعجمة اللسان. والضَّوادي الكلامُ القبيح ، أَو ما يُتَعلَّل به ، والمعنى أَي لا يلحقه صلىاللهعليهوآلهوسلم شيءٌ مما ذكر ، ولا يتَّصِف به ، وقد تقدم في المقدِّمة «أَنا أَفْصَحُ منْ نَطق بالضَّاد بَيْدَ أَنِّي من قُرَيْش» الحديث ، وتقدَّم أَيضاً بيانُ أَفصحيَّتِه ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتَعجُّب الصحابةِ رِضوانُ الله عليهم منه ، وفيه مع ما قبله نوعٌ من الجِناس ، قال شيخنا : وهذه اللفظة مما استدركها المؤلفُ على الجوهريِّ ولم يُعرَف له مفرد. محمد قال ابن القيِّم : هو عَلَمٌ وصِفة ، اجتمعا في حَقِّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعلَم مَحْضٌ في حقّ من تَسمَّى به غيره ، وهذا شأْنُ أَسمائِه تعالى وأَسماءِ نَبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهي أَعلامٌ دالَّة على معانٍ ، هي أَوصافُ مَدْحٍ ، وهو أَعظم أَسمائه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأَشرفها وأَشهرها ، لإِنبائه عن كمالِ ذاته ، فهو المحمودُ مرَّةً بعد مرَّةٍ ، عند الله وعند الملائِكة ، وعند الجن والإِنس ، وأَهل السماوات والأَرض ، وأُمتُه الحمَّادُون وبيدهِ لواءُ الحمد ، ويقوم المقامَ المحمودَ يومَ القيامة ، فيحمَدُه فيه الأَوَّلون والآخرُون ، فهو عليه الصلاة والسلامُ الحائزُ لمعاني الحمدِ مطلقاً. وقد أَلَّف في هذا الاسمِ المبارَك وبيانِ أَسرارِه وأَنوارِه شيخُ مشايِخنا الإِمام شَرَفُ الدِّين أَبو عبد الله محمد بن محمد الخليليّ الشافعيّ نزيلُ بيتِ القدس كُرَّاسةً لَطيفةً ، فراجِعْها. خَيْرِ أَي أَفضَلِ وأَشرفِ. مَنْ حَضر أَي شهد. النَّوادِي أَي المجالس مطلقاً ، أَو خاص بمجالس
__________________
(*) عن القاموس : واللكنة.