والمراد من الصلاة عليه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، زيادةُ التشريف والتعظيمِ ، والتسليمُ والسلامُ : التحية والأَمان وعلى آله هم أَقاربُه المؤمنون من بني هاشم فقط ، أَو والمطَّلب ، أَو أَتباعه وعياله ، أَو كُلّ تقيٍّ ، كما ورد في الحديث ، وأَما الكلام على اشتقاقه وأَن أَصلَه أَهلٌ كما يقول سِيبويه ، أَو أَوّل كما يقول الكسائيُّ ، والاحتجاج لكل من القولين ، وترجيح الراجح منهما ، وغير ذلك من الأَبحاث المتعلقة بذلك ، فأَمرٌ كفَتْ شُهرته مُؤْنَة ذكره. وأَصحابِه جمع صَاحِب كناصِر وأَنصار ، وهو مَن اجتمع بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مُؤْمِناً به ومات على ذلك. نُجومِ جمع نجْم وهو الكوكب. الدَّآدِي جمع دَأْدَاءٍ بالدال والهمزة ، وسُهِّل في كلام المؤلف تخفيفاً وهي الليالي المظلمة جدًّا ، ومنهم مَن عَيَّنها في آخر الشهر ، وسيأْتي الخلاف في مادَّته. بُدُور (*) جمع بَدْر هو القمَر عند الكمال. القَوَادي بالقاف في سائر النسخ ، جمع قادِية ، من قَدِيَ به كَرَضِي إِذا استَنَّ واتَّبَع القُدْوَة ، أَو مصدر بمعنى الاقتداء ، كالعافية والعاقِبة ، ويجوز أَن يكون جمع قُدْوَة ولو شذوذاً بمعنى المُقتدَى بِهِ ، أَو الاقتداء ، قاله شيخنا ، والمعنى أَي النجوم المضيئة التي بها يهتدي الحائِرُ في الليل البهيمِ ، وهي صِفة للآلِ. وبُدور : الجماعات التي يُقتَدى بأَنوارهم ، وأَضوائهم ، وهي صِفةٌ للأَصحاب ، والمراد أَن الضالَّ يهتدِي بهم في ظلمات الضلالات ، كما يهتدي المسافرُ بالنجوم في ظلمات البرِّ والبحر ، للطريقِ الموَصِّلة إِلى القَصْد ، ومنه قَوْلُ كثيرٍ من العارفين في استعمالاتهم : وعلى آله نُجوم الاهتداءِ وبُدُورِ الاقتداء. وقال شيخنا : وبهذا ظَهَر سُقوط ما قاله بعضُهم من التوجيهات البعيدة عن مُراد المصنف ، والظاهر أَن النجوم صفة للصَّحَابة ، للتلميح بحديث «أَصْحَابي كالنُّجُوم» فَيَرِدُ سُؤالٌ : لم وَصَف الصحابةَ دُون الآل؟ فيُجابُ بجواز كونِه حَذف صِفة الآلِ لِدَلالة صفة الصَّحْب عليها ، والسؤال من أَصله في مَعرِض السقوط ، لأَنه ورَد في صفة الآل أَيضاً بأَنهم نجومٌ في غيرِ ما حديثٍ ، وأَيضاً ففي الآل مَنْ هو صحابيٌّ ، فالصحيح على ما قدّمنا أَن كُلًّا منهما لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّب فالاهتداء بالآل ، والاقتداء بالصحابة ، وإِن كانتا تصلحانِ لكلٍّ منهما ، وفي نسخة التوادي ، بالتاء المثناة الفوقيّة بدل القاف ، وهو غلط مخالفٌ للدراية والرِّواية ، لأَنه جمْعُ تأْديةٍ ، وتأْديةُ الحقِّ : قضاؤه ، وتأْدية الصلاة : قَضاؤها في أَوّل وقْتِها ، ولا معنى لبُدور الأقضية ، وفي رواية أَشياخنا بالقاف لا غير ، كما قدّمنا ، قال شيخنا : وأَعجب من هذا من جعل القَوادي جمْع قائِدِ ، وفسره بكلامِ المصنف : القائد الأَوّل من بنات نَعْش الصُّغرَى الذي هو آخرها ، والثاني عَنَاق ، وإِلى جانبه قائدٌ صَغِير ، وثانيه عَناق ، وإِلى جانبه الصَّيْدَق ، وهو السُّهَا ، والثالث الحَوَر فإِنه لا معنى لبدُور الأَوائل من بنات نعش ، مع كون المُفرَد مُعتلَّ العينِ ، والجمع مُعْتَلّ اللام ، وهذا لَعمري وأَمثالُه احتمالاتٌ بعيدةٌ يمجُّها الطبعُ السليم ، ولا يقبلها الذِّهْن المستقيم. ما نَاحَ أَي سجع وهَدَر. الحمامُ طيرٌ معروف. الشّادي مِن شَدَا يشدُو إِذا ترنَّم وغَنَّى ، فالنَّوْح هنا ليس على حَقيقته الأَصلية التي هي : البكاء والحزن ، كما سيأْتي ، والصحيح أَن إِطلاق كلّ منهما باختلافِ القائلين ، فمن صادفَته أَسجاعُ الحمامِ في ساعةِ أُنسه مَع حبيبه في زمن وصاله وغَيْبَةِ رقيبه سماه سَجْعاً وترنُّماً ، ومن بضِدِّه سماه نَوْحاً وبكاءً وتغريداً. وساح أَي ذهب وتردّد في الفَلَوات. النعام طائر معروف. القادي أَي المسرع ، من قَدَى كَرَمَى قَدَياناً محرَّكة ، إِذا أَسرع. وصاح من الصِّياح ، وهو رَفْعُ الصوتِ إِلى الغَايَة. بالأَنغام جمع نَغَم محرّكة ، وهو تَرجيع الغِناءِ وَتَرْديده. الحادي من حَدَا الإِبل ، كدعا ، يَحْدُوها ، إِذا ساقها وغَنَّى لها ليحْصُل لها نَشاطٌ وارتياح في السَّيْرِ ، والمراد بهذه الجُمل طُولُ الأَبد الذي لا نهاية له ، لأَنَّ الكَوْنَ لا يخلو عن تَسجيع الحمام ، وتردّد النعامِ ، وسَوْق الحادي إِبله بالأَنغام ، ثم إِن في مقابلة ناح بساح وصاح ، والحمام بالنعام والأَنغام ، تَرصيعٌ بَدِيع ومُجانسة ، وفي القوافي الدَّالِيَّة تسميط. ورشَفَت مَصَّت. الطُّفاوةُ بالضم دَارَة الشمسِ أَو الشمس نفسُها ، وهو المناسب في المقام ، ومنهم من زاد بعد دَارة الشمس ودَارة القَمر ، ومنهم من اقتصر على الأَخير ، وكلاهما تكلُّف ، وقيل بل الطُّفاوة أَيَّام بَرْدِ العَجوز ، وقد نُسِب للمصنف ، ولا أَصْل له ، أَو أَيام الرَّبيع ، كما للجوهريّ ، وهو خطأٌ في النقل ، فحينئذ يكون إِسناد الرَّشف لأَيام العجوز بمناسبة أَن بُدوَّ الأَزهار في أَواخر الشتاء ، وهي تلك الأَيام ، وهذا مع صحة هذه المناسبة ليس خالياً عن التكلف ، قاله شيخنا. رُضَابَ بالضمّ الرِّيق المَرشوف ، ويطلق على قِطَعِ الرِّيق في الفمِ
__________________
(*) في القاموس : وبُدُور.