الصحيحة ، واختلف في معنى الأَثر ، فقيل : هو المرفوع والموقوف ، وقيل : الأَثر. هو الموقوف ، والخبر : هو المرفوع ، كما حققه أَهلُ الأُصول ، ولكن المناسِب هنا هو المعنى الشامل للمرفوع والموقوف ، كما لا يخفى ، لأَن المحلَّ محلُّ العموم. والمعنى أَن علوم الشريعة كلها بأُصولها وفروعها ، لما كانت متوقِّفة على عِلم اللغة توقُّفاً كُلِّيّاً محتاجة إِليه ، وجب على كلّ طالب لأَيّ عِلم كان سواء الشريعة أَو غيرها الاعتناءُ به ، والقيام بشأْنه ، والاهتمام فيما يوصل إِلى ذلك ، وإِنما خصَّ علم الأَثر دون غيره مع احتياج الكل إِليه لشرفه وشرف طالبيه ، وعلى النسخة الثانية : وجب على كلِّ طالب علمٍ سيما طالب علم الآداب ، التي منها النحو والتصريف وصنعة الشعر وأَخبار العرب وأَنسابهم ، مزيدُ الاعتناء بمعرفة علْم اللغة ، لأَن مُفاد العلوم الأَدبية غالباً في تَرْصِيع الأَلفاظ البديعة المستملحة ، وبعضُها الحُوشِيّة ، وتلك لا تعرف إِلَّا بها ، كما هو ظاهِر. أَن يَجْعلوا أَي يصيروا. عُظْم بضم العين المهملة ، كذا في نسخة شيخنا سيّدي عبد الخالق ، وفي أُخرى مُعظم بزيادة الميم وفي بعضها أَعظم بزيادة الأَلف. اجتهادِهِم واعتمادِهِم أَي استنادهم. وأَن يَصْرِفوا أَي يُوجِّهوا. جُلَّ كجُلال ، لا يُذْكران إِلا مضافاً وقد تقدّمت الإِشارة إِليه. عِنايَتِهِم أَي اهتمامهم. في ارْتيادِهِم أَي في طلبهم ، من ارتاد ارتياداً ، مجرَّدُه رَادَ الشيءَ يَروده رَوْداً ويستعمل بمعنى الذّهاب والمجيءِ وهو الأَنسب للمقام. إِلى عِلم اللُّغَةِ وقد يقال إِن علم اللغة من جملة علوم الأَدب ، كما نص عليه شيخنا طاب ثراه ، نقلاً عن ابن الأَنصاريّ ، فيَلزم حينئذ احتياجُ الشيءِ إِلى نفسه وتوقُّفه عليه ، والجواب ظاهرٌ بأَدنى تأَمُّل. والمعرِفةِ هي عبارة عما يحصل بعد الجهلِ ، بخلاف العلم. بِوُجوهها جمع وَجْه ، وهو من الكلام الطريقُ المقصود منه. والوُقوف أَي الاطلاع. على مُثُلِها بضمتين جمع مِثال ، وهي صِفة الشيء ومِقداره. ورُسُومِها جمع رَسْم بالفتح وهو الأَثر والعَلامة ، ثم إِن الضمائر كلها راجعة إِلى اللغة ، ما عدا الأَخيرين ، فإِنه يحتمل عودُهما إِلى الوجوه ، وفي التعبير بالمُثل والرُّسوم ما لا يخفى على الماهر من الإِشارة إِلى دُرُوسِ هذا العِلم وذَهابِ أَهله وأُصولِه ، وإِنما البارع من يقف على المثل والرسوم. وقد عُنِيَ بالبناء للمجهول في اللغة الفصيحة ، وعليها اقتصر ثعلبٌ في الفصيح ، وحكى صاحبُ اليواقيت الفَتحَ أَيضاً أَي اهتم به أَي بهذا العلم. مِنَ السَّلَف هم العلماءُ المتقدمون في الصدْر الأَوّل من الصحابة والتابعين وأَتباعهم. والخَلف المتأَخِّرون عنهم والقائمون مَقامهم في النظر والاجتهاد. في كُلِّ عَصْرٍ أَي دهرٍ وزَمانٍ. عِصَابَة الجماعة من الرّجال ما بين العَشرة إِلى الأَربعين ، كذا في لسان العرب ، وفي شمس العلوم : الجماعة من الناسِ والخيلِ والطيرِ ، والأَنسب ما قاله الأَخفش : العُصْبة والعصابة الجماعة ليس لهم واحدٌ. هُمْ أَهلُ الإِصابة أَي الصَّواب أَي هم مستحقُّون : له ومستوجبون لحيازته ، وفي الفقرتين لُزومُ ما لا يلزم ، وذلك لِأَنهم. أَحْرَزوا أَي حازوا. دَقائِقَهُ أَي غوامِضه اللطيفة. وأَبْرَزُوا أَي أَظهروا واستخرجوا بأَفكارهم. حَقائِقَه أَي ماهِيَّاته الموجودة ، وفي القوافي الترصيع ولزوم ما لا يلزم. وعَمَرُوا مخفَّفاً ، كذا هو مضبوط في نسخنا. دِمَنَه جمع دِمْنة ، وهي آثار الدّيار والناس. وفَرَعوا بالفاء كذا هو مضبوطٌ ، أَي صعدوا وعَلَوْا ، وفي بعض النسخ بالقاف وهو غلط. قُنَنَه جمع قُنَّة بالضم وهي أَعلى الجبل. وقَنَصوا أَي اصطادوا شَوَارِدَه جمع شاردة أَو شارد ، من الشرود : النفور ، ويستعمل فيما يقابل الفصيح. ونَظَمُوا أَي ضمُّوا وجمعوا. قَلائدَه جمع قِلادة ، وهي ما يُجعَل في العُنق من الحلى والجواهر. وأَرْهَفُوا أَي رَقَّقوا ولَطَّفوا. مَخَاذِمَ جمع مِخْذم كمِنْبر : السيفُ القاطِع. البَرَاعة مصدر بَرَع إِذا فاقَ أَصحابه في العلم وغيره ، وتمّ في كل فضيلة. وأَرْعَفوا أَي أَسَالوا دم. مَخاطِمَ جمع مخْطم كَمِنْبر وَكمَجْلس : الأَنف اليَرَاعة أَي قَصبة الكِتابة ، أَي أَجْروْا دمَ أَنفِ القَلَم ، ويقال رَعَفت الأَقلامُ إِذا تقاطر مِدادُها. وفي القوافي الترصيع ، وبين أَرهفوا وأَرعفوا جناسٌ مُلْحق ، وفي البراعة واليراعة الجناس المُصحَف ، وفي كلٍّ مَجازاتٌ بليغة واستعاراتٌ بديعة. فأَلْفوا أَي جمعوا الفنَّ مُؤتلِفاً بعْضُه إِلى بعضٍ. وأَفادُوا أَي بَذَلوا الفائدَة. وصَنَّفُوا أَي جَمعوا أَصناف الفنِّ مميّزة مُوضّحة. وأَجادُوا أَي أَتوا بالجَيِّد دون الرّديء ، وفي الأَلفاظِ الأَربعة الترصيعُ والجناس اللاحق. وبَلَغوا أَي انتَهوْا ووَصَلُوا. مِن المقاصِد جمع مَقْصَد كمقْعَد أَي المهمات المَقصودة. قَاصِيتها هي وقُصْواها بمعنى أَبْعدها ومُنتهاها. وملَكوا أَي استوْلَوْا. مِن المحاسِن جمع حُسْن