فهو صادق (١) وذكر الجواليقي في المعرب (٢) : فهي عجمية باعتبار الأصل ، عربية باعتبار الحال ، ويطلق على المعرّب دخيل.
وقال أبو حيان في الارتشاف : الأسماء الأعجمية على ثلاثة أقسام :
قسم : غيّرته العرب وألحقته بكلامها ، فحكم أبنيته في اعتبار الأصلي والزائد والوزن حكم أبنية الأسماء العربية الوضع.
وقسم : غيّرته ولم تلحقه بأبنية كلامها.
وقسم : تركوه غير مغيّر : فما لم يلحقوه بأبنية كلامهم لم يعد منها ، وما ألحقوه بها عدّ منها.
واللغة العربية جدّ غنية بثروة لغوية بحيث يصعب لمن يريد حصرها أو إحصاءها ، وأن أكثر موادها غير مستعمل ، فقد نقل صاحب اللسان عن الكسائي قال : قد درس من كلام العرب كثير (٣). وحكى ابن حبيب البصري عن أبي عمرو أنه قال : «ما انتهى إليكم مما قالت إلّا أقلّه ، ولو جاءكم وافرا لجاءكم علم وشعر كثير» (٤).
وإن المستعمل من العربية في عصرنا لا يكاد يزيد عن عشرة الآف مادة. من هنا وجب على المعاصرين اليوم الاهتمام الجدي باللغة من أجل بعث لغوي قبل استشراء فساد اللغة وانحطاط الأساليب الكتابية وانتشار اللحن والخطأ وتوجيه اللغات العامية ضربتها القاضية للغة الفصحى بعد أن هزمتها في مواقع كثيرة.
هذا لا يعني أن الاهتمام بالعربية كان معدوما ، يقول أحمد عبد الغفور عطار في مقدمة الصحاح (٥) : «واهتمام أبناء العربية بلغتهم قديم منذ العصر الجاهلي ، ولكن زاد هذا الاهتمام بمجيء الإسلام ، لأن العربية أصبحت لغة القرآن والدين الجديد والرسول الصادق الأمين.
وإذا كان العرب قبل عصر الخليل بن أحمد لا يعرفون المعجم كما نعرفه ، فإن حاجتهم إليه لم تكن معدومة ، ولئن كانوا لا يعرفون المعجمات ولا وجود لها فإنهم كانوا يرجعون إلى أهل العلم ويسألونهم كما نسأل المعجم وكان أهل العلم باللغة يؤدون عمل المعجم.
__________________
(١) المزهر ١ / ٢٦٩.
(٢) المعرب ص ٥.
(٣) اللسان ٣ / ٤٣١.
(٤) نزهة الألباء ص ٣٣.
(٥) مقدمة الصحاح ص ٢٧.