أمره ، توجّه إلى أخذ بلاد الشام ، وجاء منها إلى حلب ، ونزل بظاهر حلب ، واضطرب والي حلب من ذلك ، فطلب أهل حلب إلى ميدان العراق ، وأظهر لهم المودّة والملاءمة ، وبكى بكاء شديدا ، ورغّبهم في حرب صلاح الدين ، فعاهده جميعهم في ذلك ، وشرط عليه الروافض أمورا ، منها : إعادة حيّ على خير العمل في الأذان ، ومنها : أن يفوّض عقودهم وأنكحتهم إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني الذي كان مقتدى شيعة حلب. فقبل ذلك الوالي جميع تلك الشروط (١) انتهى.
وأنت خبير بأن ولادة السيد بعد هذا التاريخ بأربع سنين ، وقد نقل في الرياض تاريخ الولادة والوفاة عن كتاب نظام الأقوال للفاضل نظام الدين التفريشي ، ثم نقل ترجمة السيد عن الأمل (٢) ، إلى أن نقل عن القاضي ما
__________________
طاهر بن أبي المكارم حمزة بن زاهر ، والظاهر ان هذا أيضا خطأ فإن في سنة ٥٧٠ منتهى زعامة أبي المكارم ابن زهرة وعظمته ، فكيف يطلبون أن تكون أنكحتهم إلى أبي طاهر في حياة أبيه أبي المكارم؟! فالظاهر إنّ كلمة (أبي طاهر بن) زائدة كما ان زاهر مصحف زهرة ، وتاريخ ابن كثير كثير الخطأ المطبعي ، وانّ الأصل الصحيح هكذا :
إلى الشريف الطاهر أبي المكارم فكلمة أبي وابن قبل الطاهر وبعده زائدة ، ليس لأبي المكارم ابن يكنى أبا طاهر ، وقد وقع لأهل حلب نظير ذلك من قبل ، أي : في عام ٥٥٢ ، حيث اشتدّ المرض بالملك العادل نور الدين فاستخلف أخاه نصرة الدين وأوصاه أن يقيم بحلب ، وأسد الدين شيركوه في دمشق ، فتوجه نصرة الدين إلى حلب ، وأغلق والي القلعة الأبواب في وجهه كما في ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ، قال في صفحة : ٣٤٩ : فثارت أجداث حلب وقالوا : هذا صاحبنا وملكنا بعد أخيه ، وزحفوا في السلاح إلى باب البلد فكسروا أغلاقه ودخل نصرة الدين وأصحابه. واقترحوا على نصرة الدين اقتراحات من جملتها : إعادة رسمهم في التأذن بحي على خير العمل محمد وعلي خير البشر ، فأجابهم إلى ما رغبوا فيه وأحسن القول لهم والوعد. آقا بزرك الطهراني.
(١) البداية والنهاية ٦ : ٢٨٩ ، مجالس المؤمنين ١ : ٥٠٧.
(٢) أمل الآمل ٢ : ١٠٥ / ٢٩٣.