جواد مغنية وغيرهما فكما أن الاختلاف في الآراء والفتوى بين المذاهب الاربعة لم يكن عائقا لتوحيدهم وربطهم كذلك لا ينبغي أن يكون مجرد الاختلاف في وجهات النظر السياسية والعلمية بين السنة والشيعة عائقا عن تلاحمهم وتعاونهم وتوحيد كلمتهم ورص صفوفهم أمام عدوهم المشترك. ولا غرو أن يكون مذهب الشيعة إلى جنب المذاهب الاربعة إن لم يكن في مقدمتها حيث ان الامام الصادق (ع) سادس أئمة أهل البيت والذي ينتسب إليه الشيعة ويأخذون أكثر فقههم من طريقه كان أستاذا لابي حنيفة وقد قال في حق استاذه « لولا السنتان لهلك النعمان » يعني السنتين اللتين تعلمهما عند الامام جعفر بن محمد الصاد (ع) بالاضافة إلى المميزات التي تكون موجودة عنده دون غيره، كما صرح جملة من أعلام الامة الاسلامية من أهل السنة وخصوصا من مشايخ الازهر كالشيخ سليم البشري والشيخ محمود شلتوت على ما سوف يأتي من كلام الاول وفتوى الثاني في أثناء الكتاب.
والمسائل الخلافية التي تدور بينهم لما يريدوا أن يبحثوها يجب أن تبحث بحثا علميا موضوعيا بعيدة عن المنابزة والاتهامات والتعصبات بل في جو يسوده الهدوى والاخوة الاسلامية والمحبة الايمانية مهما كانت نتائج البحث سلبا أو إيجابا وفي صالح أي طرف من الاطراف والواجب أن يشعروا جميعا أن هدفهم في البحث هو طلب الحق وتقص الحقائق ويكون سببا لوحدتهم وجمع كلتهم على الحق والهدى بعد أن يكتشفوا الاسباب التي أدت إلى تمزقهم وتفرقهم.
وكتاب المراجعات الذي هو بين أيدينا من أبرز المصاديق لهذه الحقيقة فقد اجتمع علمان من أعلام الامة الاسلامية السنة والشيعة وتحسسوا مشاكل الامة الاسلامية فرأوا من أبرزها هو الاختلاف والتباعد بين الطائفتين