وظلمه ، وسبه على منابر المسلمين ، وجعل ذلك سنة من سنن الخطباء أيام الجمع والاعياد ، كلا. ولكن الذين ارتكبوا منه ذلك لم يبالوا بها على كثرتها وتواترها ، ولم يكن لهم منها وازع عن العمل بكل ما تقتضيه سياستهم ، وكانوا يعلمون أنه اخو النبي ووليه ووارثه ونجيه ، وسيد عترته ، وهارون امته ، وكفؤ بضعته وأبوذريته ، وأولهم إسلاماً وأخلصهم إيمانا ، وأغزرهم علما ، وأكثرهم عملا ، وأكبرهم حلما ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحسنهم بلاء ، وأوفرهم مناقب ، وأكرمهم سوابق ، وأحوطهم على الاسلام ، وأقربهم من رسول الله ، وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا ، وأمثلهم فعلا وقولا وصمتا ، لكن الاغراض الشخصية كانت هي المقدمة عندهم على كل دليل ؛ فأي عجب بعد هذا من تقديم رأيهم في الامامة على التعبد بنص الغدير ، وهل نص الغدير إلا حديث واحد من مئات الاحاديث التي تأولوها؟ إيثارا لآرائهم وتقديما لمصالحهم ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (٨٨٩) وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « إنما مثل
____________________________________
من الصحاح الستة للفيروز ابادي ط في النجف وبيروت ، المناقب للخوارزمي الحنفي ط تبريز وط الحيدرية ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ وج ٢ ط في بيروت ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ط في اسلامبول وإيران وصيدا والنجف وقد طبع ٨ طبعات ، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ط في النجف ، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي ط في مصر وبيروت والنجف ، الرياض النضرة لمحب الدين الطبري الشافعي ج ٢ ص ٢٠١ ـ ٣٣٤ ط ٢ مطبعة دار التأليف بمصر وغيرها من عشرات الكتب المطبوعة والمخطوطة.
(٨٨٩) حديث الثقلين تقدم تحت رقم (٢٨ و ٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٣٢ و ٣٣) فراجع.