أمضى من الشهاب (١) ، أغرقت في البحث عنه ، واستقصيت في التحقيق والتدقيق ، تنظر في أعطافه وأثنائه ، ومطاويه وأحنائه ، تقلبه منقبا عنه ظهرا لبطن ، تتعرف دخيلته ، وتطلب كنهه وحقيقته ، لا تستفزك العواطف القومية ، ولا تستخفك الاغراض الشخصية ، فلا تصدع صفات حلمك ، ولا تستثار قطاة رأيك ، مغرقا في البحث بحلم أثبت من رضوى ، وصدر أوسع من الدنيا ، ممعنا في التحقيق لا تأخذك في ذاك آصرة (٢) حتى برح الخفاء ، وصرح الحق عن محضه ، وبان الصبح لذي عينين ، والحمد لله على هدايته لدينه ، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله ، وصلى الله على محمد وآله وسلم.
* * *
تم الكتاب بمعونة الله عزوجل وحسن توفيقه تعالى بقلم مؤلفه عبدالحسين شرف الدين الموسوي العاملي ، عامله الله بفضله ، وعفا عنه بكرمه ، انه أرحم الراحمين.
__________________
(١) هو ما يرى في الليل من النجوم منقضا. (منه قدس)
(٢) الآصرة : ما عطفك على رجل من رحم أو قرابة أو صهر أو المعروف.
تمت هذه التعليقة والحمد لله ، كافلة لاكمال ما نقص في أصل الكتاب ، وفيها من الفوائد ما لا يستغنى عنه أبدا ، ومن ألم بها علم أنها كذلك ، وكان الفراغ من تأليفها يوم الفراغ من طبع هذا الكتاب منتصف رجب الحرام سنة ١٣٥٥ بقلم المؤلف أقل خدمة الدين الاسلامي وسدنة المذهب الامامي عبد الحسين بن الشريف يوسف بن الشريف جواد بن الشريف اسماعيل بن الشريف محمد بن الشريف محمد بن الشريف إبراهيم الملقب شرف الدين بن الشريف زين العابدين بن علي نور الدين بن نور الدين علي بن الحسين الموسوي العاملي عاملهم الله جميعا بلطفه ورحمته ، والحمد لله أولا وآخرا وصلى الله على محمد وآله وسلم (منه قدس).