ومن شأن هذه الأحاديث الموضوعة والمدسوسة أن تشوش فهم طريقة أهل البيت عليهمالسلام في التفسير ، ان كان الشخص الذي يتتبع روايات أهل البيت عليهمالسلام غير ملم بطريقتهم عليهمالسلام ، وغير عارف بالأسانيد والرجال والرواة.
ومع الأسف لم تجر عملية تصفية كافية في حقل الأصول والتفسير ، في روايات أهل البيت عليهمالسلام كما جرى في حقل الفقه. فقد قام الفقهاء رحمهمالله بتنقيح وتصفية روايات أهل البيت عليهمالسلام بنسبة معقولة في الفقه ، إلا أن أحاديث (الأصول) و (التفسير) و (الفضائل) و (الكون والسماء والعالم) و (السير) بقيت على حالها ، كما في المصادر الروائية الأولى ، لم يتصد لها أحد بجهد علمي مناسب للتصفية والتنقيح ، وبعد هذا الجهد فقط نتمكن من جمع وتنظيم ما روي عن أهل البيت عليهمالسلام في التفسير واستخراج الخطوط والأصول العامة عندهم عليهمالسلام في تفسير القرآن.
وقد جمع سيدنا الجليل المحدث المتتبع السيد هاشم البحراني رحمهالله في تفسيره القيم (البرهان) وشيخنا المحدث الشيخ الحويزي رحمهالله في تفسيره الكبير (نور الثقلين) طائفة واسعة من هذه الأحاديث من المصادر المختلفة.
إلا أن هذا الجهد العلمي هو المرحلة الأولى فقط من العمل ، وقد قام به هذان العلمان (رحمهما الله) وجزاهما عن رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته خير الجزاء.
والمرحلة الثانية من هذا الجهد العلمي هو ما تحدثنا عنه قبل قليل من ضرورة تنقيح وتصفية الأحاديث المروية عن أهل البيت عليهمالسلام في القرآن ، وفرز الصحيح منها عن غير الصحيح.
والمرحلة الثالثة من هذا الجهد هو استخراج الأصول والخطوط العامة لأهل البيت عليهمالسلام في تفسير القرآن.
وعند ما تتم هذه المراحل الثلاثة فإن بإمكاننا أن نقف على ثروة كبيرة وكنز من أصول تفسير القرآن وخطوطه عند أهل البيت عليهمالسلام.
ومن دون هذا الجهد لا نتمكن أن نأخذ بحظ وافر من حديث أهل البيت عليهمالسلام في القرآن ، ومن الصعب جدا أن يتمكن أحد من غير ذوي الاختصاص أن يفتح أحد هذين التفسيرين الجليلين فيقطع برأي محدد عن نظر أهل البيت عليهمالسلام في القرآن وتفسيره ، والحمد لله رب العالمين.
|
محمد مهدي الآصفي قم المشرفة ـ في ١٠ شعبان ١٤١٢ هـ |