قوله تعالى :
خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ
عَذابٌ عَظِيمٌ [٧]
٣٢٦ / ١ ـ ابن بابويه ، قال : حدثنا محمد بن أحمد السناني رضياللهعنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضياللهعنه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عز وجل : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ).
قال : «الختم : هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم ، كما قال الله عز وجل : (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً)». (١)
٣٢٧ / ٢ ـ تفسير العسكري عليهالسلام ، قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أيكم وقى بنفسه نفس رجل مؤمن البارحة؟
فقال علي عليهالسلام : أنا هو ـ يا رسول الله ـ وقيت بنفسي نفس ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري. (١) فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حدث بالقصة إخوانك المؤمنين ، ولا تكشف عن اسم المنافقين الكائدين لنا ، فقد كفاكم الله شرهم ، وأخرهم للتوبة ، لعلهم يتذكرون أو يخشون.
فقال علي عليهالسلام : بينا أنا أسير في بني فلان بظاهر المدينة ، وبين يدي ـ بعيدا مني ـ ثابت بن قيس ، إذ بلغ بئرا عادية عميقة بعيدة القعر ، وهناك رجل (٢) من المنافقين فدفعه ليرميه (٣) في البئر ، فتماسك ثابت ، ثم عاد فدفعه ، والرجل لا يشعر بي حتى وصلت إليه ، وقد اندفع ثابت في البئر ، فكرهت أن اشتغل بطلب المنافق خوفا على ثابت ، فوقعت في البئر لعلي آخذه ، فنظرت فإذا أنا قد سبقته إلى قرار البئر.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وكيف لا تسبقه وأنت أرزن (٤) منه؟! ولو لم يكن من رزانتك إلا ما في جوفك من علم الأولين والآخرين ، أودعه الله رسوله [وأودعك] ، لكان من حقك أن تكون أرزن من كل شيء ، فكيف كان
__________________
سورة البقرة آية ـ ٧ ـ
١ ـ عيون أخبار الرّضا عليهالسلام ١ : ١٢٣ / ١٦.
(١) النّساء ٤ : ١٥٥.
٢ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ١٠٨ / ٥٧.
(١) وهو خطيب الأنصار ، وكان من نجباء الصحابة ، سكن المدينة ، واستشهد يوم اليمانة. أنظر سير أعلام النبلاء ١ : ٣٠٨ ، معجم رجال الحديث ٣ : ٣٩٧.
(٢) في «ط» نسخة بدل : رجال.
(٣) في «ط» نسخة بدل : فدفعوه ليرموه.
(٤) شيء رزين : أي ثقيل. «مجمع البحرين ـ رزن ـ ٦ : ٢٥٥».