أعطوا عليا عليهالسلام خالص ودهم ، ومحض طاعتهم ، وكشفوا رؤوسهم لموالاة أوليائه ، ومعاداة أعدائه ، حتى إذا اضمحل أمر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم طحطحهم (٥) أعداؤه ، وأهلكهم سائر الملوك والمخالفون لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم. أي فهم بهذا التعرض لأعداء محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم جاهلون سفهاء. قال الله عز وجل : (أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ) الأخفاء العقول والآراء ، الذين لم ينظروا في أمر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حق النظر فيعرفوا نبوته ، ويعرفوا به صحة ما أناط بعلي عليهالسلام من أمر الدين والدنيا ، حتى بقوا لتركهم تأمل حجج الله جاهلين ، وصاروا خائفين وجلين من محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وذويه (٦) ومن مخالفيهم ، لا يأمنون (٧) أنه يغلب فيهلكون معه ، فهم السفهاء حيث لم يسلم لهم بنفاقهم هذا لا محبة [محمد و] المؤمنين ، ولا محبة اليهود وسائر الكافرين ، وهم يظهرون لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم موالاته وموالاة أخيه على ومعاداة أعدائهم اليهود والنواصب ، كما يظهرون لهم من معاداة محمد وعلي صلوات الله عليهما».
قوله تعالى :
وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا
إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ [١٤] اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي
طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ [١٥]
٣٣٦ / ١ ـ قال الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام : «وإذا لقى هؤلاء الناكثون البيعة ، المواطئون على مخالفة علي عليهالسلام ودفع الأمر عنه (الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا) كإيمانكم ، إذا لقوا سلمان والمقداد وأبا ذر وعمار قالوا لهم : آمنا بمحمد وسلمنا له بيعة علي عليهالسلام وفضله ، وانقدنا لأمره كما آمنتم.
إن أولهم ، وثانيهم ، وثالثهم ، إلى تاسعهم ربما كانوا يلتقون في بعض طرقهم مع سلمان وأصحابه ، فإذا لقوهم اشمأزوا منهم ، وقالوا : هؤلاء أصحاب الساحر والأهوج ـ يعنون محمدا وعليا عليهماالسلام ـ ثم يقول بعضهم لبعض : احترزوا منهم لا يقفون من فلتات كلامكم على كفر محمد فيما قاله في علي فينموا (١) عليكم فيكون فيه هلاككم.
__________________
(٥) طحطح بهم : إذا بدّدهم ، وطحطحت الشّيء : كسّرته وفرّقته. «الصحاح ـ طحح ـ ١ : ٣٨٦».
(٦) في «ط» : وذرّيته.
(٧) في «س» و «ط» : لا يؤمنون.
سورة البقرة آية ـ ١٤ ـ ١٥ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ١٢٠ / ٦٣.
(١) نمّ الحديث : سعى به ليوقع فتنة أو وحشة. «مجمع البحرين ـ نمم ـ ٦ : ١٨٠» ، وفي «س» و «ط» : فيقفوا.