عليكم قطعة واحدة ، فيفسد أرضيكم ، وأشجاركم ، وزروعكم ، وثماركم.
ثم قال عز وجل : (فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ) يعني مما يخرجه من الأرض لكم (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) أي أشباها وأمثالا من الأصنام التي لا تعقل ، ولا تسمع ، ولا تبصر ، ولا تقدر على شيء (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أنها لا تقدر على شيء من هذه النعم الجليلة التي أنعمها عليكم ربكم تبارك وتعالى».
قوله تعالى :
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [٢٣] فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ [٢٤] وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَلَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيها خالِدُونَ [٢٥])
٣٥٣ / ١ ـ قال العالم عليهالسلام : «فلما ضرب الله الأمثال للكافرين المجاهرين (١) ، الدافعين لنبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والناصبين المنافقين لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الدافعين لما قاله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم في أخيه علي عليهالسلام ، والدافعين أن يكون ما قاله عن الله تعالى ، وهي آيات محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعجزاته لمحمد ، مضافة إلى آياته التي بينها لعلي عليهالسلام في مكة والمدينة ، ولم يزدادوا إلا عتوا وطغيانا.
قال الله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا) حتى تجحدوا أن يكون محمد رسول الله ، وأن يكون هذا المنزل عليه كلامي ، مع إظهاري عليه بمكة الآيات الباهرات ، كالغمامة التي يتظلل بها في أسفاره ، والجمادات التي كانت تسلم عليه من الجبال ، والصخور ، والأحجار ، والأشجار ، وكدفاعه قاصديه بالقتل عنه ، وقتله إياهم ، وكالشجرتين المتباعدتين اللتين تلاصقتا فقعد خلفهما لحاجته ، ثم تراجعتا إلى مكانيهما كما كانتا ، وكدعائه الشجرة فجاءته مجيبة خاضعة ذليلة ، ثم أمره لها بالرجوع فرجعت سامعة مطيعة.
__________________
= (٦) نشف الحوض الماء : شربه ، وتنشّفه كذلك. «الصحاح ـ نشف ـ ٤ : ١٤٣٢».
سورة البقرة آية ـ ٢٣ ـ ٢٥ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ١٥١ / ٧٦.
(١) جاهره بالعداوة : بادأه بها ، وجاهره بالأمر : عالنه به. «المعجم الوسيط ـ جهر ـ ١ : ١٤٢».