فقال الباقر عليهالسلام : سمع هؤلاء شيئا لم يضعوه على وجهه ، إنما كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قاعدا ذات يوم هو وعلي عليهالسلام إذ سمع قائلا يقول : ما شاء الله وشاء محمد ؛ وسمع آخر يقول : ما شاء الله وشاء علي ؛ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تقرنوا محمدا وعليا بالله عز وجل ، ولكن قولوا : ما شاء الله ، ثم شاء محمد ، [ما شاء الله] ، ثم شاء علي.
إن مشيئة الله هي القاهرة التي لا تساوى ولا تكافأ ولا تدانى ، وما محمد رسول الله في الله وفي قدرته إلا كذبابة تطير في هذه المسالك (١٢) الواسعة ، وما علي في الله وفي قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه المسالك (١٣) ، مع أن فضل الله تعالى على محمد وعلي هو الفضل الذي لا يفي (١٤) به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره. هذا ما قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ذكر الذباب والبعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً)».
٣٦٢ / ٣ ـ أبو علي الطبرسي ، قال : روي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : «إنما ضرب الله المثل بالبعوضة ، لأن البعوضة على صغر حجمها ، خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين ، فأراد الله سبحانه أن ينبه بذلك المؤمنين على لطيف خلقه ، وعجيب صنعته».
٣٦٣ / ٤ ـ علي بن إبراهيم ، قال : قال الصادق عليهالسلام : «إن هذا القول من الله عز وجل رد على من زعم أن الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم ، فقال الله عز وجل : (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها)».
قوله تعالى :
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ
إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [٢٨]
٣٦٤ / ١ ـ قال الإمام العسكري أبو محمد عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لكفار قريش واليهود : (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ) الذي دلكم على طريق الهدى ، وجنبكم ـ إن أطعتموه ـ سبيل الردى. (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً) في أصلاب آبائكم وأرحام أمهاتكم. (فَأَحْياكُمْ) أخرجكم أحياء (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) في هذه الدنيا ويقبركم (ثُمَّ
__________________
(١٢ ، ١٣) في المصدر : الممالك.
(١٤) هذا الشيء لا يفي بذلك : أي يقصر عنه ولا يوازيه. «المعجم الوسيط ـ وفى ـ ٢ : ١٠٤٧».
٣ ـ مجمع البيان ١ : ١٦٥.
٤ ـ تفسير القمي ١ : ٣٤.
سورة البقرة آية ـ ٢٨ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٢١٠ / ٩٧.