فلم تناها أن قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ) (٣) لا يخلق على طول الرد ، ولا تنقضي عبره ، ولا تفنى عجائبه».
٤١ / ١١ ـ وعن محمد بن حمران ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، قال : «إن الله لما خلق الخلق فجعله فرقتين ، فجعل خيرته في إحدى الفرقتين ، ثم جعلهم أثلاثا ، فجعل خيرته في إحدى الأثلاث.
ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف ، ثم اختار من عبد مناف هاشما ، ثم اختار من هاشم عبدالمطلب ، ثم اختار من عبدالمطلب عبدالله ، واختار من عبدالله محمدا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان أطيب الناس ولادة وأطهرها ، فبعثه الله بالحق بشيرا ونذيرا ، وأنزل عليه الكتاب فليس من شيء إلا في الكتاب تبيانه».
٤٢ / ١٢ ـ وعن عمرو بن قيس ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سمعته يقول : «إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة إلا أنزله في كتابه ، وبينه لرسوله ، وجعل لكل شيء حدا ، وجعل دليلا يدل عليه ، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا».
٤٣ / ١٣ ـ وعن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن القرآن ، فقال لي : «لا خالق ولا مخلوق ، ولكنه كلام الخالق».
٤٤ / ١٤ ـ وعن زرارة ، قال : سألته عن القرآن ، أخالق هو؟ قال : «لا».
قلت : أمخلوق؟ قال : «لا ، ولكنه كلام الخالق» يعني أنه كلام الخالق بالفعل.
٤٥ / ١٥ ـ عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليهالسلام ، عن أبيه ، عن جده عليهالسلام ، قال : «خطبنا أمير المؤمنين عليهالسلام خطبة ، فقال فيها : نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بكتاب فصله وحكمه (١) وأعزه وحفظه بعلمه ، وأحكمه بنوره ، وأيده بسلطانه ، وكلأه من أن يبتره هوى (٢) أو تميل به شهوة ، أو يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، (٣) ولا يخلقه طول الرد ، ولا تفنى عجائبه.
من قال به صدق ، ومن عمل به أجر ، ومن خاصم به فلج ، (٤) ومن قاتل به نصر ، ومن قام به هدي إلى صراط
__________________
(١) الجنّ ٧٢ : ١ و ٢.
١١ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦ / ١٢.
١٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦ / ١٣.
١٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٦ / ١٤.
١٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧ / ١٥.
١٥ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٧ / ١٦.
(١) في المصدر : وأحكمه.
(٢) في المصدر : وكلأه من لم يتنزه هوى. كلأه يكلوه ـ مهموز بفتحتين ـ : حفظه. «مجمع البحرين ـ كلأ ـ ١ : ٣٦٠».
(٣) تضمين من سورة فصّلّت ٤١ : ٤٢.
(٤) الفلج : الظفر والفوز. «الصحاح ـ فلج ـ ١ : ٣٣٥» ، وفي المصدر : (فلح) وكلاهما بمعنى.