نبوة النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وإمامة الأئمة عليهمالسلام (٣) ، وتعتاضوا عنها عرض الدنيا ، فإن ذلك ـ وإن كثر ـ إلى نفاد وخسار وبوار (٤).
ثم قال عز وجل : (وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ) في كتمان أمر محمد وأمر وصيه ، فإنكم إن تتقوا لم تقدحوا في نبوة النبي ولا في وصية الوصي ، بل حجج الله عليكم قائمة ، وبراهينه بذلك واضحة ، قد قطعت معاذيركم ، وأبطلت تمويهكم (٥).
وهؤلاء يهود المدينة جحدوا نبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وخانوه ، وقالوا : نحن نعلم أن محمدا نبي ، وأن عليا وصيه ، ولكن لست أنت ذاك ولا هذا ـ يشيرون إلى علي ـ فأنطق الله ثيابهم التي عليهم ، وخفافهم التي في أرجلهم ، يقول كل واحد منهم للابسه : كذبت يا عدو الله ، بل النبي محمد هذا ، والوصي علي هذا ، ولو أذن الله لنا لضغطناكم وعقرناكم (٦) وقتلناكم.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله عز وجل يمهلهم لعلمه بأنه سيخرج من أصلابهم ذريات طيبات مؤمنات ، ولو تزيلوا (٧) لعذب (٨) هؤلاء عذابا أليما ، إنما يعجل من يخاف الفوت».
٤٤٣ / ٢ ـ العياشي : عن جابر الجعفي ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) ، قال : «يعني فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم ، قال الله يعنيهم : (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) يعني عليا عليهالسلام».
قوله تعالى :
(وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [٤٢] وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ [٤٣])
٤٤٤ / ١ ـ قال الإمام العسكري عليهالسلام : «خاطب الله بها قوما من اليهود ألبسوا (١) الحق بالباطل بأن زعموا
__________________
(٣) في المصدر : وإمامة الإمام عليهالسلام وآلهما.
(٤) البوار : الهلاك. «الصحاح ـ بور ـ ٢ : ٥٩٨».
(٥) التمويه : التلبيس. وقول مموّه ، أي مزخرف أو ممزوج من الحقّ والباطل. «مجمع البحرين ـ موه ـ ٦ : ٣٦٣».
(٦) عقره ، أي جرحه. «الصحاح ـ عقر ـ ٢ : ٧٥٣».
(٧) زيّلته فتزيّل ، أي فرّقته فتفرّق. «مجمع البحرين ـ زيل ـ ٥ : ٣٨٩».
(٨) في المصدر زيادة : الله.
٢ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٤٢ / ٣١.
سورة البقرة آية ـ ٤٢ ـ ٤٣ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٢٣٠ / ١٠٩ و ١١٠.
(١) في المصدر : لبّسوا.