قال : «فمنهم من يقول : قد كنت لعلي بن أبي طالب بالولاية شاهدا ، ولآل محمد محبا ؛ وهو في ذلك كاذب ، يظن أن كذبه ينجيه. فيقال له : سوف نستشهد على ذلك عليا. فتشهد أنت ـ يا أبا حسن ـ فتقول : الجنة لأوليائي شاهدة ، والنار على أعدائي شاهدة ؛ فمن كان منهم صادقا خرجت إليه رياح الجنة ونسيمها فاحتملته ، فأوردته علالي الجنة وغرفها ، وأحلته دار المقامة من فضل ربه (٨) ، لا يمسه فيها نصب ، ولا يمسه فيها لغوب ، ومن كان منهم كاذبا ، جاءته (٩) سموم النار وحميمها وظلها الذي هو ثلاث شعب ، لا ظليل ولا يغنى من اللهب (١٠) فتحمله ، فترفعه في الهواء ، وتورده في نار جهنم.
ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : فلذلك أنت قسيم الجنة والنار ، تقول لها : هذا لي ، وهذا لك».
٥٥٨ / ٢ ـ العياشي : قال جابر : قال أبو جعفر عليهالسلام : «نزلت هذه الآية على محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم هكذا والله (وإذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم في علي) يعني بني أمية ، (قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا) يعني في قلوبهم ، بما أنزل الله عليه (وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ) بما أنزل الله في علي (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ) يعني عليا».
٥٥٩ / ٣ ـ عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قال الله في كتابه يحكى قول اليهود : (إِنَّ اللهَ عَهِدَ إِلَيْنا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنا بِقُرْبانٍ) (١) الآية ، وقال : (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وإنما أنزل هذا في قوم يهود ، وكانوا على عهد محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يقتلوا أنبياء الله بأيديهم ، ولا كانوا في زمانهم ، وإنما قتل أوائلهم (٢) الذين كانوا من قبلهم ، فنزلوا بهم أولئك القتلة ، فجعلهم الله منهم ، وأضاف إليهم فعل أوائلهم بما تبعوهم وتولوهم».
قوله تعالى :
(وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ [٩٢])
٥٦٠ / ١ ـ قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الله عز وجل لليهود الذين تقدم ذكرهم : (وَلَقَدْ جاءَكُمْ
__________________
(٨) في «ط» نسخة بدل : ربي.
(٩) في «ط» نسخة بدل : أصابته.
(١٠) تضمين من سورة المرسلات ٧٧ : ٣٠ و ٣١.
٢ ـ تفسير العياشي ١ : ٥١ / ٧١.
٣ ـ تفسير العياشي ١ : ٥١ / ٢٧.
(١) آل عمران ٣ : ١٨٣.
(٢) في «س» ، «ط» : أوليائهم.
سورة البقرة آية ـ ٩٣ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٠٨ / ٢٧٨.