مُوسى بِالْبَيِّناتِ) الدالات على نبوته ، وعلى ما وصفه من فضل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وشرفه على الخلائق ، وأبان عنه من خلافة علي ووصيته ، وأمر خلفائه بعده (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) إلها (مِنْ بَعْدِهِ) بعد انطلاقه إلى الجبل ، وخالفتم خليفته الذي نص عليه وتركه عليكم ، وهو هارون عليهالسلام (وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ) كافرون بما فعلتم من ذلك».
قوله تعالى :
وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ
وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [٩٣]
٥٦١ / ١ ـ قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الله عز وجل : واذكروا إذ فعلنا ذلك بأسلافكم لما أبوا قبول ما جاءهم به موسى عليهالسلام من دين الله وأحكامه ، ومن الأمر بتفضيل محمد وعلي (صلوات الله عليهما) وخلفائهما على سائر الخلق.
(خُذُوا ما آتَيْناكُمْ) قلنا لهم : خذوا ما آتيناكم من هذه الفرائض (بِقُوَّةٍ) قد جعلناها لكم ، ومكناكم بها ، وأزحنا عللكم (١) في تركيبها فيكم (وَاسْمَعُوا) ما يقال لكم ، وتؤمرون به (قالُوا سَمِعْنا) قولك (وَعَصَيْنا) أمرك ، أي إنهم عصوا بعد ، وأضمروا في الحال أيضا العصيان (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) أمروا بشرب العجل الذي كان قد ذريت سحالته (٢) في الماء الذي أمروا بشربه ، ليتبين من عبده ممن لم يعبده (بِكُفْرِهِمْ) لأجل كفرهم ، أمروا بذلك.
(قُلْ) يا محمد (بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ) بموسى كفركم بمحمد وعلي وأولياء الله من آلهما (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) بتوراة موسى ، ولكن معاذ الله ، لا يأمركم إيمانكم بالتوراة الكفر بمحمد وعلي عليهماالسلام».
قال الإمام عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إن الله تعالى ذكر بني إسرائيل في عصر محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أحوال آبائهم الذين كانوا في أيام موسى عليهالسلام ، كيف أخذ عليهم العهد والميثاق لمحمد وعلي وآلهما الطيبين المنتجبين للخلافة على الخلائق ، ولأصحابهما وشيعتهما وسائر أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
سورة البقرة آية ـ ٩٣ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٢٤ / ٢٩٠ و ٢٩١.
(١) في «ط» نسخة بدل : وأرحنا عليكم.
(٢) السّحالة : ما سقط من الذهب والفضّة ونحوهما كالبرادة. «الصحاح ـ سحل ـ ٥ : ١٧٢٧».