قال أبو جعفر عليهالسلام : «كان ينبغي أن يكون ذلك عند إخبار الله إياه ـ قال ـ : فعمد موسى فبرد (٤) العجل من أنفه إلى طرف ذنبه ، ثم أحرقه بالنار فذره (٥) في اليم ، فكان أحدهم ليقع في الماء وما به إليه من حاجة ، فيتعرض بذلك للرماد فيشربه ، وهو قول الله : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ)».
قوله تعالى :
قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ
فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [٩٤] وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ
أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [٩٥] وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ
عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما
هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ [٩٦]
٥٦٣ / ١ ـ قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهماالسلام : إن الله تعالى لما وبخ هؤلاء اليهود على لسان رسوله محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وقطع معاذيرهم ، وأقام عليهم الحجج الواضحة بأن محمدا سيد النبيين (١) ، وخير الخلائق أجمعين ، وأن عليا سيد الوصيين ، وخير من يخلفه بعده في المسلمين وأن الطيبين من آله هم القوام بدين الله ، والأئمة لعباد الله عز وجل ، وانقطعت معاذيرهم ، وهم لا يمكنهم إيراد حجة ولا شبهة ، فجاءوا إلى أن تكاثروا (٢) ؛ فقالوا : ما ندري ما نقول ، ولكنا نقول : إن الجنة خالصة لنا من دونك ـ يا محمد ـ ودون علي ، ودون أهل دينك وأمتك ، وإنا بكم مبتلون ممتحنون ، ونحن أولياء الله المخلصون ، وعباده الخيرون ، ومستجاب دعاؤنا ، غير مردود علينا شيء (٣) من سؤالنا ربنا.
فلما قالوا ذلك ، قال الله تعالى لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم قل : يا محمد ، لهؤلاء اليهود : (إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ) الجنة ونعيمها (خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ) محمد وعلي والأئمة ، وسائر الأصحاب ومؤمني الأمة ، وأنكم بمحمد وذريته ممتحنون ، وأن دعاءكم مستجاب غير مردود (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ) للكاذبين منكم ومن
__________________
(٤) بردة : سحله أو نحته بالمبرد ، أي براه وسحقه.
(٥) في «ط» نسخة بدل : فقذفه.
سورة البقرة آية ـ ٩٤ ـ ٩٦ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٤٢ / ٢٩٤.
(١) في «ط» نسخة بدل : سيّد الأولين.
(٢) في المصدر : كابروا.
(٣) في المصدر : بشيء.