راعنا ، ولا يمكنهم أن يتوصلوا بها إلى الشتم ، كما يمكنهم بقولكم (٧) : راعنا. (وَاسْمَعُوا) إذا قال لكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قولا ، وأطيعوا.
(وَلِلْكافِرِينَ) يعني اليهود الشاتمين لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (عَذابٌ أَلِيمٌ) وجيع في الدنيا إن عادوا لشتمهم ، وفي الآخرة بالخلود في النار».
قوله تعالى :
ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ
مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ
الْعَظِيمِ [١٠٥]
٥٧٣ / ١ ـ قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال علي بن موسى الرضا عليهالسلام : إن الله تعالى ذم اليهود [والنصارى] والمشركين والنواصب فقال : (ما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) اليهود والنصارى (وَلَا الْمُشْرِكِينَ) ولا من المشركين الذين هم نواصب ، يغتاظون لذكر الله وذكر محمد وفضائل علي عليهماالسلام ، وإبانته عن شريف فضله ومحله (أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ) لا يودون أن ينزل عليكم (مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ) من الآيات الزائدات في شرف محمد وعلي وآلهما الطيبين عليهمالسلام ، ولا يودون أن ينزل دليل معجز من السماء يبين عن محمد وعلي وآلهما.
فهم لأجل ذلك يمنعون أهل دينهم من أن يحاجوك ، مخافة أن تبهرهم حجتك ، وتفحمهم معجزتك ، فيؤمن بك عوامهم ، أو يضطربون على رؤسائهم ، فلذلك يصدون من يريد لقاءك ـ يا محمد ـ ليعرف أمرك ، بأنه لطيف خلاق ساحر اللسان ، لا تراه ولا يراك خير لك ، وأسلم لدينك ودنياك ، فهم بمثل هذا يصدون العوام عنك.
ثم قال الله عز وجل : (وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ) وتوفيقه لدين الإسلام ، وموالاة محمد وعلي عليهماالسلام (مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) على من يوفقه لدينه ، ويهديه لموالاتك وموالاة علي بن أبي طالب عليهالسلام».
قال : «فلما قرعهم (١) بهذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حضره منهم جماعة فعاندوه ، وقالوا : يا محمد ، إنك تدعي على قلوبنا خلاف ما فيها ، ما نكره أن تنزل عليك حجة تلزم الانقياد لها فننقاد.
__________________
(٧) في المصدر : بقولهم.
سورة البقرة آية ـ ١٠٥ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٤٨٨ / ٣١٠.
(١) قرّعت الرجل : إذا وتخته وعذلته. «لسان العرب ـ قرع ـ ٨ : ٢٦٦».