قال : تذهب إلى الجحر الذي أخذتني منه ففيه عشرة آلاف دينار خسروانية ، وثمانمائة (١١) ألف درهم ، فخذها.
فقال الأعرابي : كيف أصنع؟ قد سمع هذا من الضب جماعات الحاضرين هاهنا ، وأنا تعب ، فإن من (١٢) هو مستريح يذهب إلى هناك فيأخذه.
فقال الضب : يا أخا العرب ، إن الله قد جعله لك عوضا مني ، فما كان ليترك أحدا يسبقك إليه ، ولا يروم أحد أخذه إلا أهلكه الله.
وكان الأعرابي تعبا فمشى قليلا ، وسبقه إلى الجحر جماعة من المنافقين كانوا بحضرة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأدخلوا أيديهم إلى الجحر ليتناولوا منه ما سمعوا فخرجت عليهم أفعى عظيمة ، فلسعتهم وقتلتهم ، ووقفت حتى حضر الأعرابي ، فنادته : يا أخا العرب ، انظر إلى هؤلاء ، كيف أمرني الله بقتلهم دون مالك ، الذي هو عوض ضبك ، وجعلني حافظته ، فتناوله.
فاستخرج الأعرابي الدراهم والدنانير ، فلم يطق احتمالها ، فنادته الأفعى : خذ الحبل الذي في وسطك ، وشده بالكيسين ، ثم شد الحبل في ذنبي فإني سأجره لك إلى منزلك ، وأنا فيه خادمك (١٣) وحارسة مالك (١٤) ، فجاءت الأفعى ، فما زالت تحرسه والمال إلى أن فرقه الأعرابي في ضياع وعقار وبساتين اشتراها ، ثم انصرفت الأفعى».
قوله تعالى :
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [١٠٩])
٥٨٠ / ١ ـ قال الإمام الحسن بن علي العسكري أبو القائم عليهماالسلام ، في قوله تعالى : (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً). «بما يوردونه عليكم من الشبهة (حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ) لكم ،
__________________
(١١) في المصدر : وثلاثمائة.
(١٢) في المصدر : متعب فلن آمن ممّن.
(١٣) في المصدر ، وفي «ط» نسخة بدل : حارسك.
(١٤) في المصدر زيادة : هذا.
سورة البقرة آية ـ ١٠٩ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٥١٥ / ٣١٥.