فاعله ، وجناية بعض (٥) إلى غير جانيه ، فيقع ثوابه وعقابه ـ بجهله بما لبس عليه ـ بغير مستحقه.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : مفتاح الصلاة الطهور ، وتحريمها التكبير ، وتحليلها التسليم ، ولا يقبل الله الصلاة بغير طهور ، ولا صدقة من غلول (٦) ، وإن أعظم طهور الصلاة الذي لا تقبل الصلاة إلا به ، ولا شيء من الطاعات مع فقده ، موالاة محمد ، وأنه سيد المرسلين وموالاة علي ، وأنه سيد الوصيين ، وموالاة أوليائهما ، ومعاداة أعدائهما».
قوله تعالى :
وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ
هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [١١١] بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ
مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ [١١٢]
٥٨٢ / ١ ـ قال الإمام العسكري عليهالسلام : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : (وَقالُوا) يعني اليهود والنصارى ، قالت اليهود : (لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كانَ هُوداً) ، وقوله : (أَوْ نَصارى) يعني وقالت النصارى : لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : وقد قال غيرهم ، قالت الدهرية : الأشياء لا بدء لها ، وهي دائمة ، ومن خالفنا في هذا فهو ضال مخطئ مضل. وقالت الثنوية : النور والظلمة هما المدبران ، ومن خالفنا في هذا فقد ضل. وقال مشركو العرب : إن أوثاننا آلهة ، من خالفنا في هذا ضل. فقال الله تعالى : (تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ) التي يتمنونها (قُلْ) لهم : (هاتُوا بُرْهانَكُمْ) على مقالتكم (إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ.)
وقال الصادق عليهالسلام ، وقد ذكر عنده الجدال في الدين ، وأن رسول الله والأئمة (صلوات الله عليهم) قد نهوا عنه ، فقال الصادق عليهالسلام : لم ينه عنه مطلقا ، لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن ، أما تسمعون الله عز وجل يقول : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (١) وقوله تعالى : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (٢).
__________________
(٥) في المصدر : بعضهم.
(٦) الغلول : الخيانة ، وكلّ من خان في شيء خفية فقد غلّ. «النهاية ـ غلل ـ ٣ : ٣٨٠».
سورة البقرة آية ـ ١١١ ـ ١١٢ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٥٢٦ / ٣٢١ و ٣٢٢ و : ٥٤٣ / ٣٢٤.
(١) العنكبوت ٢٩ : ٤٦.
(٢) النّحل ١٦ : ١٢٥.