فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الإيمان ، وأسكن أبدانهم ثلاثة أرواح : روح القوة ، وروح الشهوة ، وروح البدن ، ثم أضافهم إلى الأنعام ، فقال : (إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالْأَنْعامِ) (١) لأن الدابة إنما تحمل بروح القوة ، وتعتلف بروح الشهوة ، وتسير بروح البدن».
٦٨٤ / ٢ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى ، يقول الله تبارك وتعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) يعني التوراة والإنجيل (يَعْرِفُونَهُ) يعني يعرفون رسول الله (كَما يَعْرِفُونَ أَبْناءَهُمْ) لأن الله عز وجل قد أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفة أصحابه ومهاجرته (١) ، وهو قول الله تعالى : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ) (٢) وهذه صفة محمد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في التوراة [والإنجيل] وصفة أصحابه ، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب ، كما قال جل جلاله : (فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ) (٣)».
قوله تعالى :
(فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [١٤٨])
٦٨٥ / ١ ـ محمد بن إبراهيم ـ المعروف بابن زينب ـ قال : أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا محمد بن جعفر القرشي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن سنان ، عن ضريس ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين ، أو عن محمد بن علي عليهماالسلام ، أنه قال : «الفقداء قوم يفقدون من فرشهم فيصبحون بمكة ، وهو قول الله عز وجل : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً) ، وهم أصحاب القائم عليهالسلام».
__________________
(١) الفرقان ٢٥ : ٤٤.
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٣٢.
(١) في المصدر : أصحابه ومبعثه وهجرته.
(٢) الفتح ٤٨ : ٢٩.
(٣) البقرة ٢ : ٨٩.
سورة البقرة آية ـ ١٤٨ ـ
١ ـ الغيبة للنعماني : ٣١٣ / ٤.