الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) (٧) الآية ، من سورة النساء.
٦٩٨ / ١٤ ـ الطبرسي في (الاحتجاج) عن عبد العظيم الحسني رضياللهعنه ، قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى عليهالسلام : إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا؟.
فقال عليهالسلام : «ما منا إلا قائم بأمر الله [وهاد إلى دين الله] ، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من الكفر والجحود ، ويملأها قسطا وعدلا ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، وتحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكنيه ، وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب. يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلا من أقاصي الأرض ، وذلك قوله الله عز وجل : (أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الأرض (١) أظهر الله أمره ، فإذا أكمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز وجل».
قال عبد العظيم : [فقلت له :] يا سيدي ، وكيف يعلم أن الله قد رضي؟
قال : «يلقي في قلبه الرحمة ، فإذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما».
وسيأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ حديث يوافق ما هنا في معنى الآية ، في قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) من سورة سبأ ، حديث عن الباقر عليهالسلام (٢).
قوله تعالى :
وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ
حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي [١٥٠]
٦٩٩ / ١ ـ علي بن إبراهيم : يعني : ولا الذين ظلموا منهم ، و (إلا) في موضع (ولا) (١) وليست هي استثناء.
__________________
(٧) يأتي في الحديث (٢) من تفسير الآية (٤٧) من سورة النساء.
١٤ ـ الإحتجاج : ٤٤٩.
(١) في المصدر : أهل الإخلاص.
(٢) يأتي في الحديث (١) من تفسير الآية (٥١) من سورة سبأ.
سورة البقرة آية ـ ١٥٠ ـ
١ ـ تفسير القمّي ١ : ٦٣.
(١) وهو ما قاله أبو عبيدة : إنّ (إلاّ) ها هنا بمعنى الواو ، أي ولا الذين ظلموا ، وأنكره عليه الفرّاء والمبرّد. مجمع البيان ١ : ٤٢٧.