صاحبه ، فأيكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت. فأوحى الله إليهما : ألا كنتما مثل ولي علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين محمد نبيي ، فآثره بالحياة على نفسه ، ثم ظل راقدا على فراشه ، يقيه بمهجته ، اهبطا إلى الأرض جميعا واحفظاه من عدوه. فهبط جبرئيل فجلس عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجعل جبرئيل يقول : بخ بخ ، من مثلك يا ابن أبي طالب ، والله يباهي بك الملائكة! فأنزل الله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ)» الآية.
١٠٨٢ / ١١ ـ وقال علي بن إبراهيم ، في معنى الآية ، قال : ذاك أمير المؤمنين ، ومعنى (يَشْرِي نَفْسَهُ) : أي يبذل.
١٠٨٣ / ١٢ ـ وفي (نهج البيان): نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام حين بات على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وذلك أن قريشا تحالفوا على قتله ليلا ، وأجمعوا أمرهم بينهم ، أن ينتدب له من كل قبيلة شاب ، فيكبسوا عليه (١) ليلا وهو نائم ، فيضربوه ضربة رجل واحد ، فلا يؤخذ بثأره من حيث إن قاتله لا يعرف بعينه ، ولا يقوم أحد منهم بذلك من حيث إن له في ذلك مماسة.
فنزل جبرئيل عليهالسلام على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبره بذلك وأمره أن يبيت ابن عمه عليا عليهالسلام على فراشه ، ويخرج هو مهاجرا إلى المدينة ، ففعل ذلك ، وجاءت الفتية ـ لما تعاهدوا عليه وتعاقدوا ـ يطلبونه ، فكبسوا عليه البيت ، فوجدوا عليا عليهالسلام نائما على فراشه ، فتنحنح فعرفوه ، فرجعوا خائبين خاسرين ، ونجى الله نبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم من كيدهم.
روي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام.
١٠٨٤ / ١٣ ـ الموفق بن أحمد الخوارزمي في (المناقب) : بإسناده عن حكيم بن جبير ، عن علي بن الحسين عليهالسلام ، قال : «إن أول من شرى نفسه ابتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب عليهالسلام».
قوله تعالى :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ [٢٠٨])
١٠٨٥ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن الحسين بن محمد ، عن معلى بن محمد ، عن الحسن بن علي الوشاء ، عن
__________________
١١ ـ تفسير القمّي ١ : ٧١.
١٢ ـ ... نهج البيان (مخطوط) ١ : ٥٠.
(١) كبسوا عليه : أغاروا عليه. «الصحاح ـ كبس ـ ٣ : ٩٦٩».
١٣ ـ مناقب الخوارزمي : ٧٤.
سورة البقرة آية ـ ٢٠٨ ـ
١ ـ الكافي ١ : ٣٤٥ / ٢٩.