يصوم من شيعتنا ، ولو اجتمعوا على ترك الصيام لهلكوا. وإن الله يدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي (١) ، ولو اجتمعوا على ترك الزكاة لهلكوا. وإن الله يدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج منهم ، ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا ؛ وهو قول الله تعالى : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ) ، فو الله ما نزلت إلا فيكم ، ولا عنى بها غيركم».
١٣٧٦ / ٤ ـ الزمخشري في (ربيع الأبرار) : عن ابن عمر ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «إن الله ليدفع بالمسلم الصالح نحو مائة ألف بيت من جيرانه البلاء» ثم قرأ : (وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ) الآية.
قوله تعالى :
تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ
بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ ـ إلى قوله تعالى ـ وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ [٢٥٣]
١٣٧٧ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، رفعه ، عن محمد بن داود الغنوي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إن أناسا زعموا أن العبد لا يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ، ولا يأكل الربا وهو مؤمن ، ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن. فقد ثقل علي هذا ، وحرج منه صدري حين أزعم أن العبد يصلي صلاتي ، ويدعو دعائي ، ويناكحني وأناكحه ، ويوارثني وأوارثه ، وقد خرج من الإيمان لأجل ذنب يسير أصابه.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «صدقت ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقوله ، والدليل عليه كتاب الله جل وعز : خلق الله الناس على ثلاث طبقات ، وأنزلهم ثلاث منازل ؛ وذلك قول الله عز وجل : (فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) (١). فأما ما ذكر من أمر السابقين ، فإنهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين ، جعل الله فيهم خمسة أرواح : روح القدس ، وروح الإيمان ، وروح القوة ، وروح الشهوة ، وروح البدن ، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وبها علموا الأشياء ، وبروح الإيمان عبدوا الله ، ولم يشركوا به شيئا ، وبروح القوة جاهدوا عدوهم ، وعالجوا معاشهم ، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ، ونكحوا الحلال من شباب النساء ، وبروح البدن دبوا ودرجوا فيها ، فهؤلاء مغفور لهم ، مصفوح عن ذنوبهم».
__________________
(١) في المصدر زيادة : من شيعتنا.
٤ ـ ربيع الأبرار ١ : ٨٠٤.
سورة البقرة آية ـ ٢٥٣ ـ
١ ـ الكافي ٢ : ٢١٤ / ١٦.
(١) الواقعة ٥٦ : ٨ ـ ١٠.