قوله تعالى :
لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [٢٥٦]
١٤٠٤ / ١ ـ علي بن إبراهيم : أي لا يكره أحد على دينه إلا بعد أن قد تبين له الرشد من الغي.
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا
انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ
الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ
يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها
خالِدُونَ [٢٥٦ ـ ٢٥٧]
١٤٠٥ / ٢ ـ محمد بن يعقوب : عن عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبد العزيز ، عن عبد الله بن أبي يعفور ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إني أخالط الناس ، فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ، ويتولون فلانا وفلانا ، لهم أمانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتولونكم ، وليس لهم تلك الأمانة ، ولا الوفاء ، ولا الصدق! قال : فاستوى أبو عبد الله عليهالسلام جالسا ، فأقبل علي كالغضبان ، ثم قال : «لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله».
قلت : لا دين لأولئك ، ولا عتب على هؤلاء؟
قال : «نعم ، لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء ـ ثم قال ـ : ألا تسمع لقول الله عز وجل : (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة ، بولايتهم كل إمام عادل من الله. وقال : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) إنما عنى بهذا أنهم كانوا على نور الإسلام ، فلما تولوا كل إمام جائر ليس من الله عز وجل ، خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر ، فأوجب الله لهم النار مع الكفار ، فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون».
__________________
سورة البقرة آية ـ ٢٥٦ ـ
١ ـ تفسير القمّي ١ : ٨٤.
سورة البقرة آية ـ ٢٥٦ ـ ٢٥٧ ـ
١ ـ الكافي ١ : ٣٠٧ / ٣.