معروفا ، ثم آذاه بالكلام أو من عليه ، فقد أبطل الله صدقته ، ثم ضرب فيه مثلا ، فقال : (كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ).
وقال : من كثر امتنانه (١) وأذاه لمن يتصدق عليه بطلت صدقته ، كما يبطل التراب الذي يكون على الصفوان».
والصفوان : الصخرة الكبيرة التي تكون في المفازة (٢) فيجيء المطر فيغسل التراب عنها ويذهب به ، فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثم اتبعه بالمن والأذى.
١٤٦٨ / ٢ ـ وعنه : قال الصادق عليهالسلام : «ما شيء أحب إلي من رجل سلفت مني إليه يد أتبعتها (١) أختها وأحسنت بها له ، لأني رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل».
ثم ضرب مثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضاة الله ، وتثبيتا من أنفسهم عن المن والأذى ، فقال : (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) قال : مثلهم كمثل جنة : أي بستان ، في موضع مرتفع ، أصابها وابل : أي مطر ، فآتت أكلها ضعفين : أي يتضاعف ثمرها كما يتضاعف أجر من أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ، والطل : ما يقع بالليل على الشجر والنبات.
١٤٦٩ / ٣ ـ وعنه : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «والله يضاعف لمن يشاء : لمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ـ قال ـ فمن أنفق ماله ابتغاء مرضاة الله ثم امتن على من تصدق عليه ، كان كما قال الله : (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُ فِيها مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ وَأَصابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفاءُ فَأَصابَها إِعْصارٌ فِيهِ نارٌ فَاحْتَرَقَتْ) ـ قال ـ : الإعصار : الرياح ، فمن امتن على من تصدق عليه ، كان كمن له جنة كثيرة الثمار ، وهو شيخ ضعيف وله أولاد (١) ضعفاء فتجيء ريح أو نار فتحرق ماله كله».
١٤٧٠ / ٤ ـ العياشي : عن المفضل بن صالح ، عن بعض أصحابه ، عن جعفر بن محمد ، أو أبي جعفر عليهماالسلام ، في قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) إلى آخر الآية. قال : «نزلت في عثمان ، وجرت في معاوية وأتباعهما».
__________________
(١) في المصدر : أكثر منّه.
(٢) في المصدر : على مفازة.
٢ ـ تفسير القمّي ١ : ٩١.
(١) في المصدر : أتبعته.
٣ ـ تفسير القمّي ١ : ٩١.
(١) في المصدر زيادة : صغار.
٤ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٤٧ / ٤٨٢.