يُنْظَرُونَ [١٦١ ـ ١٦٢]
١ ـ (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : قال الإمام عليهالسلام : «قال الله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) بالله في ردهم نبوة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم وولاية علي بن أبي طالب عليهالسلام (وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ) على كفرهم (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ) يوجب الله تعالى لهم البعد من الرحمة ، والسحق (١) من الثواب (وَالْمَلائِكَةِ) وعليهم لعنة الملائكة يلعنونهم (وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) ولعنة الناس أجمعين كل يلعنهم ، لأن كل المأمورين المنهيين يلعنون الكافرين ، والكافرين أيضا يقولون : لعن الله الكافرين ، فهم في لعن أنفسهم أيضا (خالِدِينَ فِيها) في اللعنة ، في نار جهنم (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ) يوما ولا ساعة (وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) لا يؤخرون ساعة ، إلا يحل بهم العذاب».
٢ ـ وعنه : «قال الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن هؤلاء الكاتمين لصفة محمد رسول الله ، والجاحدين لحلية علي ولي الله ، إذا أتاهم ملك الموت ليقبض أرواحهم ، أتاهم بأفظع المناظر ، وأقبح الوجوه ، فيحيط بهم عند نزع أرواحهم مردة شياطينهم الذين كانوا يعرفونهم ، ثم يقول ملك الموت : أبشري أيتها النفس الخبيثة ، الكافرة بربها بجحد نبوة نبيه ، وإمامة علي وصيه ، بلعنة من الله وغضبه. ثم يقول : ارفع رأسك وطرفك وانظر. فينظر فيرى دون العرش محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم على سرير بين يدي عرش الرحمن ، ويرى عليا عليهالسلام على كرسي بين يديه ، وسائر الأئمة عليهمالسلام على مراتبهم الشريفة بحضرته ، ثم يرى الجنان قد فتحت أبوابها ، ويرى القصور والدرجات والمنازل التي تقصر عنها أماني المتمنين ، فيقول له : لو كنت لأولئك مواليا كانت روحك يعرج بها إلى حضرتهم ، وكان يكون مأواك في تلك الجنان ، وكانت تكون منازلك فيها ؛ وإن كنت على مخالفتهم ، فقد حرمت [من] حضرتهم ، ومنعت مجاورتهم ، وتلك منازلك ، وأولئك مجاوروك ومقاربوك ، فانظر. فيرفع له عن حجب الهاوية ، فيراها بما فيها من بلاياها ودواهيها وعقاربها وحياتها وأفاعيها وضروب عذابها وأنكالها ، فيقال له : فتلك إذن منازلك. ثم تمثل له شياطينه ، هؤلاء الذين كانوا يغوونه ويقبل منهم ، مقرنين معه هناك في تلك الأصفاد والأغلال ، فيكون موته بأشد حسرة وأعظم أسف».
قوله تعالى :
إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما
__________________
مستدرك سورة البقرة آية ـ ١٦١ ـ ١٦٢ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٥٧٢ / ٣٣٤.
(١) السّحق : البعد.
٢ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٥٧٢ / ٣٣٥.