بك ، فاعتقد أن لا ترى مزريا على ولي لنا تقدر على نصرته بظهر الغيب إلا نصرته ، إلا أن تخاف على نفسك أو أهلك أو ولدك أو مالك.
وقال للآخر : فأنت ، أفتدري لما أصابك ما أصابك؟ قال : لا. قال : أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي وأنت بحضرة فلان العاتي ، فقمت إجلالا له لإجلالك لي؟ فقال لك : وتقوم لهذا بحضرتي؟! فقلت له : وما بالي لا أقوم وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه ، فعليها يمشي. فلما قلت هذا له ، قام إلى قنبر وضربه ، وشتمه ، وآذاه ، وتهدده وتهددني ، وألزمني الإغضاء على قذى ، فلهذا سقطت عليك هذه الحية ، فإن أردت أن يعافيك الله تعالى من هذا ، فاعتقد أن لا تفعل بنا ، ولا بأحد من موالينا بحضرة أعدائنا ما يخاف علينا وعليهم منه.
أما إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان مع تفضيله لي لم يكن يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته ، كما كان يفعله ببعض من لا يعشر معشار جزء من مائة ألف جزء من إيجابه لي ، لأنه علم أن ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمه ، ويغمني ، ويغم المؤمنين ، وقد كان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه ولا عليهم مثل ما خاف علي لو فعل ذلك بي».
قوله تعالى :
وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [١٩٠]
١ ـ (مناقب الخوارزمي) : أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد ، حدثنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن عبد الله ، أخبرنا الحسن بن علي بن الحسن ، أخبرني محمد بن العباس بن محمد بن زكريا ، قال : قرأ علي ابن أبي الحسن ابن معروف ، حدثني الحسن بن الفهم ، حدثني محمد بن إسماعيل بن سعد ، أخبرني خالد بن مخلد ومحمد بن الصلت ، قالا : أخبرنا الربيع بن المنذر ، عن أبيه ، عن محمد بن الحنفية ، قال : دخل علينا ابن الملجم (لعنة الله) الحمام ، وأنا والحسن والحسين جلوس في الحمام ، فلما دخل ، كأنهما اشمأزا منه ، فقالا : «ما أجرأك تدخل علينا؟» قال : فقلت لهما : دعاه عنكما ، فلعمري ما يريد بكما إثما من هذا. فلما كان يوم أتي به أسيرا ، قال ابن الحنفية : ما أنا اليوم بأعرف به من يوم دخل علينا الحمام.
فقال علي عليهالسلام : «إنه أسير ، فأحسنوا إليه وأكرموا مثواه ، فإن بقيت قتلت أو عفوت ، وإن مت فاقتلوه قتلتي (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)».
__________________
مستدرك سورة البقرة آية ـ ١٩٠ ـ
١ ـ مناقب الخوارزمي : ٢٨٢.