قوله تعالى :
وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ
الْمِهادُ [٢٠٦]
١ ـ (التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : «(وَإِذا قِيلَ لَهُ) لهذا الذي يعجبك قوله (اتَّقِ اللهَ) ودع سوء صنيعك (أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ) الذي هو محتقبه (١) ، فيزداد إلى شره شرا ، ويضيف إلى ظلمه ظلما (فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ) جزاء له على سوء فعله ، وعذابا (وَلَبِئْسَ الْمِهادُ) يمهدها ويكون دائما فيها».
٢ ـ وعنه : قال علي بن الحسين عليهماالسلام : «ذم الله تعالى هذا الظالم المعتدي من المخالفين وهو على خلاف ما يقول منطو ، والإساءة إلى المؤمنين مضمر. فاتقوا الله عباد الله المنتحلين لمحبتنا ، وإياكم والذنوب التي قلما أصر عليها صاحبها إلا أداه إلى الخذلان المؤدي إلى الخروج عن ولاية محمد وعلي عليهماالسلام والطيبين من آلهما ، والدخول في موالاة أعدائهما ، فإن من أصر على ذلك فأدى خذلانه إلى الشقاء الأشقى من مفارقة ولاية سيد اولي النهى ، فهو من أخسر الخاسرين.
قالوا : يا ابن رسول الله ، وما الذنوب المؤدية إلى الخذلان العظيم؟
قال : ظلمكم لإخوانكم الذين هم لكم في تفضيل علي عليهالسلام ، والقول بإمامته ، وإمامة من انتجبه الله من ذريته موافقون ، ومعاونتكم الناصبين عليهم ، ولا تغتروا بحلم الله عنكم ، وطول إمهاله لكم ، فتكونوا كمن قال الله عز وجل : (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخافُ اللهَ رَبَّ الْعالَمِينَ) (١) كان هذا رجل فيمن كان قبلكم في زمان بني إسرائيل ، يتعاطى الزهد والعبادة ، وقد كان قيل له : إن أفضل الزهد ، الزهد في ظلم إخوانك المؤمنين بمحمد وعلي عليهماالسلام والطيبين من آلهما ، وإن أشرف العبادة خدمتك إخوانك المؤمنين ، الموافقين لك على تفضيل سادة الورى محمد المصطفى ، وعلي المرتضى ، والمنتجبين المختارين للقيام بسياسة الورى.
فعرف الرجل لما كان يظهر من الزهد ، فكان إخوانه المؤمنون يودعونه فيدعي أنها سرقت ، ويفوز بها ، وإذا لم يمكنه دعوى السرقة جحدها وذهب بها.
وما زال هكذا والدعاوى لا تقبل فيه ، والظنون تحسن به ، ويقتصر منه على أيمانه الفاجرة إلى أن خذله الله تعالى ، فوضعت عنده جارية من أجمل النساء قد جنت ليرقيها برقية فتبرأ ، أو يعالجها بدواء ، فحمله الخذلان
__________________
مستدرك سورة البقرة آية ـ ٢٠٦ ـ
١ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٦١٧ / ٣٦٢.
(١) أي جامعه.
٢ ـ التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٦١٨ / ٣٦٣.
(١) الحشر ٥٩ : ١٦.