القبور ، وذلك (يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ) (٤) وذلك يوم لا تقال فيه عثرة ، ولا يؤخذ من أحد فدية ، ولا تقبل من أحد معذرة ، ولا لأحد فيه مستقبل توبة ، ليس إلا الجزاء بالحسنات ، والجزاء بالسيئات. فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ، ومن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده».
قوله تعالى :
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [٣١]
١٦٤٩ / ١ ـ محمد بن يعقوب : بإسناده عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قال الله في محكم كتابه : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (١) فقرن طاعته بطاعته ، ومعصيته بمعصيته ، فكان ذلك دليلا على ما فوض إليه ، وشاهدا له على من اتبعه وعصاه ، وبين ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم ، فقال تبارك وتعالى في التحريض على اتباعه ، والترغيب في تصديقه ، والقبول لدعوته : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) فاتباعه صلىاللهعليهوآلهوسلم محبة الله ، ورضاه غفران الذنوب ، وكمال الفوز ، ووجوب الجنة ، وفي التولي عنه والاعراض محادة الله وغضبه وسخطه ، والبعد منه مسكن النار ، وذلك قوله : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) (٢) يعني الجحود به والعصيان له».
١٦٥٠ / ٢ ـ عنه ، قال : حدثني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن حفص المؤذن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام. وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، في صحيفة أخرجها لأصحابه : «واعلموا أن الله إذا أراد بعبد خيرا شرح صدره للإسلام ، فإذا أعطاه ذلك نطق لسانه بالحق ، وعقد قلبه عليه وعمل به ، فإذا جمع الله له ذلك تم له إسلامه ، وكان عند الله إن مات على ذلك الحال من المسلمين حقا.
وإذا لم يرد الله بعبد خيرا وكله إلى نفسه ، وكان صدره ضيقا حرجا ، فإن جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه
__________________
(٤) غافر ٤٠ : ١٨.
سورة آل عمران آية ـ ٣١ ـ
١ ـ الكافي ٨ : ٢٦ / ٤.
(١) النّساء ٤ : ٨٠.
(٢) هود ١١ : ١٧.
٢ ـ الكافي ٨ : ١٣ / ١.