فَيَكُونُ [٥٩]
١٧١٦ / ١ ـ علي بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : «أن نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكان سيدهم الأهتم والعاقب والسيد ، وحضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس ، وصلوا ، فقال أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا رسول الله ، هذا في مسجدك؟ فقال : دعوهم.
فلما فرغوا دنوا من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالوا له : إلى ما تدعونا؟ فقال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، وأن عيسى عبد مخلوق ، يأكل ويشرب ويحدث.
قالوا : فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : قل لهم : ما تقولون في آدم ؛ أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب ويحدث وينكح؟ فسألهم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقالوا : نعم. فقال : فمن أبوه؟ فبهتوا وبقوا ساكتين ، فأنزل الله : (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) إلى قوله : (فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) (١).
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : فباهلوني ، فإن كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم ، وإن كنت كاذبا نزلت علي.
فقالوا : أنصفت. فتواعدوا للمباهلة ، فلما رجعوا إلى منازلهم ، قال رؤساؤهم السيد والعاقب والأهتم : إن باهلنا بقومه باهلناه ، فإنه ليس بنبي ، وإن باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق ، فلما أصبحوا جاءوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) ، فقال النصارى : من هؤلاء؟ فقيل لهم : هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب ، وهذه ابنته فاطمة ، وهذان ابناه الحسن والحسين. ففرقوا ، فقالوا (٢) لرسول الله : نعطيك الرضا فاعفنا من المباهلة.
فصالحهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على الجزية وانصرفوا».
قوله تعالى :
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا
وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ
__________________
سورة آل عمران آية ـ ٥٩ ـ
١ ـ تفسير القمّي ١ : ١٠٤.
(١) آل عمران ٣ : ٦١.
(٢) في المصدر : فعرفوا وقالوا.