١٨٦٢ / ٢ ـ محمد بن إبراهيم النعماني ـ المعروف بابن زينب ـ قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن معمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ـ وكان هذا الرجل يوالي يزيد بن معاوية ومن النصاب ـ قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن هاشم ، والحسن (١) بن السكن ، قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام ، قال : أخبرني أبي ، عن ميناء (٢) مولى عبد الرحمن بن عوف ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : وقد على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أهل اليمن ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا» (٣) فلما دخلوا على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «قوم رقيقة قلوبهم ، راسخ إيمانهم ، منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي ، حمائل سيوفهم المسك» (٤).
فقالوا : يا رسول الله ، ومن وصيك؟ فقال : «هو الذي أمركم الله بالاعتصام به ، فقال عز وجل : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)».
فقالوا : يا رسول الله ، بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال : «هو قول الله : (إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ) (٥) فالحبل من الله كتابه ، والحبل من الناس وصيي».
فقالوا : يا رسول الله ، ومن وصيك؟ فقال : «هو الذي أنزل الله فيه : (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) (٦)».
فقالوا : يا رسول الله ، وما جنب الله هذا؟ فقال : «هو الذي يقول الله فيه : (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (٧) هو وصيي والسبيل إلي من بعدي».
فقالوا : يا رسول الله ، بالذي بعثك بالحق نبيا ، أرناه فقد اشتقنا إليه. فقال : «هو الذي جعله الله آية للمتوسمين (٨) ، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب ، أو ألقى السمع وهو شهيد ، عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم ، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه ، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو ، لأن الله عز وجل يقول في كتابه : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) (٩) إليه وإلى ذريته».
ثم قال : فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين ، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين ، وظبيان وعثمان بن قيس
__________________
٢ ـ الغيبة : ٣٩ / ١.
(١) في المصدر : والحسين ، أنظر الجرح والتعديل ٣ : ١٧ و ٥٤ ، وتاريخ بغداد ٧ : ٣٢٣ و ٨ : ٥٠.
(٢) في «س وط» : أخبرني مينا ، والصواب ما في المتن لرواية همّام عن ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف ، كما في تهذيب التهذيب ١٠ : ٣٩٧.
(٣) بسست الناقة وأبسستها : إذا سقتها وزجرتها وقلت لها : بس بس بكسر الباء وفتحها. «النهاية ـ بسس ـ ١ : ١٢٧».
(٤) حمائل سيوفهم المسك : أي علائق سيوفهم الجلد.
(٥) آل عمران ٣ : ١١٢.
(٦) الزّمر ٣٩ : ٥٦.
(٧) الفرقان ٢٥ : ٢٧.
(٨) في المصدر : للمؤمنين المتوسّمين.
(٩) إبراهيم ١٤ : ٣٧.