قوله تعالى :
وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا
لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ
يَعْلَمُونَ ـ إلى قوله تعالى ـ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ [١٣٥ ـ ١٣٦]
١٩١٩ / ١ ـ محمد بن يعقوب : عن أبي علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو ابن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، في قول الله عز وجل : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ).
قال : «الإصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله ، ولا يحدث نفسه بتوبة ، فذلك الإصرار».
١٩٢٠ / ٢ ـ عنه ، قال : حدثني علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضال ، عن حفص بن المؤذن ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام (١) ـ في حديث طويل ـ قال يعظ أصحابه : «وإياكم والإصرار على شيء مما حرم الله تعالى في ظهر القرآن وبطنه ، وقد قال الله تعالى : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (٢) يعني المؤمنين قبلكم ، إذا نسوا شيئا مما اشترط الله في كتابه عرفوا أنهم قد عصوا في تركهم ذلك الشيء ، فاستغفروا ولم يعودوا إلى تركه ، فذلك معنى قول الله : (وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)».
١٩٢١ / ٣ ـ العياشي : عن أبي عمرو الزبيري ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «رحم الله عبدا لم يرض من نفسه أن يكون إبليس نظيرا له في دينه ، وفي كتاب الله نجاة من الردى ، وبصيرة من العمى ، ودليل إلى الهدى ، وشفاء لما في الصدور فيما أمركم الله تعالى به من الاستغفار والتوبة ، قال الله : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) وقال : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) (١) فهذا ما أمر الله به من الاستغفار ، واشترط معه بالتوبة والإقلاع عما حرم الله ، فإنه يقول : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) (٢)
__________________
سورة آل عمران آية ـ ١٣٥ ـ ١٣٦ ـ
١ ـ الكافي ٢ : ٢١٩ / ٢.
٢ ـ الكافي ٨ : ١٠ / ١.
(١) في المصدر زيادة : قال : وحدثني الحسن بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي ، عن القاسم بن الربيع الصّحّاف ، عن إسماعيل بن مخلّد السّرّاج ، عن أبي عبد الله عليهالسلام.
(٢) في المصدر زيادة : إلى ها هنا رواية القاسم بن الربيع.
٣ ـ تفسير العيّاشي ١ : ١٩٨ / ١٤٣.
(١) النّساء ٤ : ١١٠.
(٢) فاطر ٣٥ : ١٠.