أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال : (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ) إلى قوله : (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ).
١٩٥٢ / ٤ ـ وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليهالسلام : (فَأَثابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍ) «فأما الغم الأول فالهزيمة والقتل ، وأما الآخر فإشراف خالد بن الوليد عليهم ، يقول : (لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلى ما فاتَكُمْ) من الغنيمة (وَلا ما أَصابَكُمْ) يعني قتل إخوانهم (وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ * ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِ) يعني الهزيمة».
١٩٥٣ / ٥ ـ وقال علي بن إبراهيم : وتراجع أصحاب رسول الله المجروحون وغيرهم ، فأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأحب الله أن يعرف رسوله من الصادق منهم ومن الكاذب ، فأنزل الله عليهم النعاس في تلك الحالة حتى كانوا يسقطون إلى الأرض ، وكان المنافقون الذين يكذبون لا يستقرون ، قد طارت عقولهم ، وهم يتكلمون بكلام لا يفهم عنهم ، فأنزل الله : (يَغْشى طائِفَةً مِنْكُمْ) يعني المؤمنين (وَطائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ) قال الله لمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ما لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كانَ لَنا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ما قُتِلْنا هاهُنا) يقولون : لو كنا في بيوتنا ما أصابنا القتل ، قال الله : (لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ ما فِي قُلُوبِكُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) فأخبر الله رسوله ما في قلوب القوم ومن كان منهم مؤمنا ، ومن كان منهم منافقا كاذبا بالنعاس ، فأنزل الله عليه : (ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) (١) يعني المنافق الكاذب من المؤمن الصادق بالنعاس الذي ميز بينهم.
١٩٥٤ / ٦ ـ العياشي : عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وذكر يوم احد : «أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كسرت رباعيته ، وإن الناس ولوا مصعدين في الوادي ، والرسول يدعوهم في أخراهم فأثابهم غما بغم ، ثم انزل عليهم النعاس».
فقلت : النعاس ما هو؟ قال : «الهم ، فلما استيقظوا قالوا : كفرنا. وجاء أبو سفيان ، فعلا فوق الجبل بإلهه هبل ، فقال : اعل هبل. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يومئذ : الله أعلى وأجل. فكسرت رباعية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشكت لثته (١) ، وقال : نشدتك يا رب ما وعدتني ، فإنك إن شئت لم تعبد.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا علي ، أين كنت؟ فقال : يا رسول الله ، لزقت (٢) بالأرض. فقال : ذاك الظن بك ،
__________________
٤ ـ تفسير القمّي ١ : ١٢٠.
٥ ـ تفسير القمّي ١ : ١٢٠.
(١) آل عمران ٣ : ١٧٩.
٦ ـ تفسير العيّاشي ١ : ٢٠١ / ١٥٥.
(١) في «ط» والمصدر : واشتكت لثّته ، وفي «ط» نسخة بدل : وشكّت ثنيّته.
(٢) أي لم أخرّ ولم أبرح مكاني.