وما برح كعبة الحكام والوفاد ، وما فتئ نورا تستضيء به البلاد والعباد ، وشهابا يقمع به أهل الضلال والجحاد ، ويحسم به مادة الغي والفساد ، وظهيرا لأهل الحق والسداد ، وما انفك يحيي به ما اندرس من آثار آبائه المعصومين ، وما انطمس من علوم وأعلام أجداده المصطفين ، ولا زال ركن الدين بألطاف اعتنائه ركينا ، ومتن العلم بعواطف إشفاقه متينا ، ويرحم الله عبدا قال آمينا.
واعلم ـ أيها الراغب في ما جاء عن أهل البيت عليهمالسلام من التفسير ، والطالب لما سنح منهم من الحق المنير ـ أني قد جمعت ما في تفسير (الهادي ومصباح النادي) الذي ألفته أولا إلى زيادات هذا الكتاب ، ليعم النفع ويسهل أخذه على الطلاب ، وإن في ذلك لعبرة لأولي الألباب ، وشفاء للمؤمنين ونورا لمن استضاء به من خلص الأصحاب ، فهو كتاب عليه المعول وإليه المرجع لا تفاسير الجمهور ، فهذا التفسير الظل وتفاسيرهم الحرور.
فيقول مؤلفه فقيرا إلى الله الغني عبده هاشم بن سليمان بن إسماعيل الحسيني البحراني : إني جعلت قبل المقصود مقدمة فيها أبواب ، تشتمل على فوائد في الكتاب ، وسميته بـ (البرهان في تفسير القرآن) وهو قد اشتمل على كثير من فضل أهل البيت عليهمالسلام الذين نزل القرآن في منازلهم ، فمرجع تنزيله وتأويله إليهم ، والله سبحانه نسأل أن يجعل محيانا محياهم ، ومماتنا مماتهم ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.