١ ـ باب في فضل العالم والمتعلم
١٦ / ١ ـ الشيخ أبو جعفر الطوسي في (أماليه) ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر بن حسن الحسيني رحمهالله في رجب سنة سبع وثلاثمائة ، قال : حدثني محمد بن علي ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام ، قال : حدثني الرضا علي بن موسى عليهماالسلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين عليهمالسلام ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : طلب العلم فريضة على كل مسلم ، فاطلبوا العلم من مظانه ، واقتبسوه من أهله ، فإن تعلمه لله حسنة (١) ، وطلبه عبادة ، والمذاكرة به تسبيح ، والعمل به جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة إلى الله تعالى ، لأنه معالم الحلال والحرام ، ومنار سبل الجنة ، والمؤنس في الوحشة ، والصاحب في الغربة والوحدة ، والمحدث في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والسلاح على الأعداء ، والزين (٢) عند الأخلاء. يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة ، تقتبس آثارهم ، ويهتدى بأفعالهم ، وينتهى إلى آرائهم ، ترغب الملائكة في خلتهم ، وبأجنحتها تمسحهم ، وفي صلواتها تبارك عليهم ، ويستغفر لهم كل رطب ويابس حتى حيتان البحر وهوامه ، وسباع البر وأنعامه.
إن العلم حياة القلوب من الجهل ، وضياء الأبصار من الظلمة ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ بالعبد منازل الأخيار ، ومجالس الأبرار ، والدرجات العلا في الدنيا والآخرة ، الذكر فيه يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام ، به يطاع الرب ويعبد ، وبه توصل الأرحام ، ويعرف الحلال من الحرام.
العلم إمام العمل ، والعمل تابعه ، يلهمه (٣) السعداء ، ويحرمه الأشقياء ، فطوبى لمن لم يحرمه الله من حظه».
ورواه الشيخ أيضا في كتاب (المجالس) ، بالسند والمتن إلى قوله : «ويجعلهم في الخير قادة» ، وفي المتن
__________________
١ ـ باب في فضل العالم والمتعلم
١ ـ الأمالي ٢ : ٢٠١.
(١) في «س» : سنّة.
(٢) الزّين : خلاف الشين. «لسان العرب ـ زين ـ ١٣ : ٢٠١».
(٣) في المصدر : يلهم به.