النوع السادس
الغيبة
وينبغي التكلّم أوّلاً في تحقيق موضوعها بالنظر تارةً في كلمات أئمّة اللغة ، واخرى في تفاسير الفقهاء ، وثالثة في الأخبار المتعرّضة لبيان معناها.
أمّا الأوّل :ففي القاموس «غابه عابه وذكره بما فيه من السوء كاغتابه ، والغيبة فعلة منه تكون حسنة وقبيحة» (١) انتهى ، والظاهر بمقتضى السياق أنّ عطف «وذكره» للتفسير والمراد بالحسنة والقبيحة الغيبة المرخّص فيها شرعاً كالمستثنيات الآتية والنهي عنها وهي الباقية من الأفراد بعد إخراج المستثنيات. وعن الصحاح «وهو أن يتكلّم خلف إنسان مستور بما يغمّه لو سمعه» (٢) وفي المجمع اغتابه اغتياباً وقع فيه والاسم الغيبة بالكسر ، وهو أن يتكلّم خلف إنسان مستور بما يغمّه لو سمعه ، فإن كان صدقاً سمّي غيبة ، وإن كان كذباً سمّي بهتاناً» (٣) قوله : «وقع فيه» أي عابه يقال وقعت فيه أي عبته. وعن المصباح المنير «اغتابه إذا ذكره بما يكرهه من العيوب وهو حقّ ، والاسم الغيبة» (٤) وعن النهاية «أن يذكر الإنسان في غيبته بسوء ممّا يكون فيه» (٥).
وأمّا الثاني :فعن جامع المقاصد «أنّ حدّ الغيبة على ما في الأخبار أن يقول في أخيه ما يكرهه لو سمعه ممّا فيه» (٦) وفي الروضة «وهو القول وما في حكمه في المؤمن بما يسوؤه لو سمعه مع اتّصافه به ، وفي حكم القول الإشارة باليد وغيرها من
__________________
(١) القاموس ١ : ١١٢ (غيب).
(٢) الصحاح ١ : ١٩٦ (غيب).
(٣) مجمع البحرين ٢ : ١٣٤٤.
(٤) المصباح المنير : ١١٢.
(٥) النهاية ٣ : ٣٩٩.
(٦) جامع المقاصد ٤ : ٢٧.