النوع الثامن
التنجيم وتعلّم النجوم
أمّا التنجيم فقد عرّفه المحقّق الشيخ عليّ في جامع المقاصد «بأنّه الإخبار عن أحكام النجوم باعتبار الحركات الفلكيّة والاتّصالات الكوكبيّة الّتي مرجعها إلى القياس والتخمين» (١).
وقد حرّمه بعض الأصحاب لدلالة الأخبار على تحريمه من حيث هو ، وظاهر جماعة كالسيّد (٢) والعلّامة (٣) والبهائي (٤) وغيرهم تحريمه من حيث فساد مذهب المنجّمين لاعتقادهم تأثير الكواكب وأوضاعها بالاستقلال اختياراً أو إيجاباً أو الاشتراك ، وعن بعض هؤلاء تحريمه أيضاً مع اعتقاد كونها معدّة لتأثير الله سبحانه لكونه علماً بما لا يعلم وكأنّه أراد بالمعدّية ما يرجع إلى القابل لا إلى الفاعل وإلّا كان كفراً ولا يناسبه التعليل بكونه علماً بما لا يعلم ، وعن بعض المتأخّرين «أنّه يحرم من حيث ابتنائه على الظنّ والتخمين وكونه قولاً بما لا يعلم» (٥) قيل : ويمكن أن يكون التحريم لأجل الإخبار بما لم يقع فيشبه الكهانة.
وعن كثير من الأصحاب التصريح بجوازه إذا لم يعتقد منافياً للشرع ، وفي المستند «بل هو الظاهر من الأكثر حيث قيّدوا التحريم بما إذا اعتقد التأثير» (٦) ونسب ذلك أيضاً
__________________
(١) جامع المقاصد ٤ : ٣١.
(٢) رسائل الشريف المرتضى ٣ : ٣١١.
(٣) المنتهى ٢ : ١٠١٤ ، التحرير : ١٦١.
(٤) الحديقة الهلاليّة : ١٣٩.
(٥) كما في الدروس ٣ : ١٦٥ ، والقواعد والفوائد ٢ : ٣٥.
(٦) المستند ١٤ : ١١٨.