النوع التاسع
في المحرّمات النفسيّة القمار
وليعلم أنّ القمار على ما يستفاد من كلام القاموس (١) والمحكيّ عن مجمل (٢) اللغة يأتي لغة كالقتال مصدراً من باب المفاعلة يقال : «قامر يقامر مقامرة وقماراً» ومقتضاه أن يقع من اثنين كما هو الأصل في باب المفاعلة فهو اللعب بالآلات المعدّة له أو مطلقاً إذا وقع من اثنين ، وكالذهاب مصدراً مجرّداً من باب نصر ينصر كما في القاموس أو ضرب يضرب كما في الصحاح (٣) وظاهر عبارة القاموس أنّه على هذا الاعتبار أيضاً يقع بين اثنين ، وربّما يحتمل وقوعه حينئذٍ من واحد ولازمه أن لا يكون فيه رهن وعوض لأنّه غير متصوّر من الواحد.
وأمّا على الاعتبار الأوّل ففي لزومه الرهن والعوض وعدمه قولان ، فعن بعض أهل اللغة أنّه الرهن على اللعب بشيء من الآلات المعروفة ، وقضيّة ذلك دخول الرهن في ماهيّة القمار ، ويقتضيه كلام القاموس أيضاً حيث فسّر قامره براهنه فغلبه ، وعن جماعة كالصحاح والمصباح (٤) المنير والتكملة (٥) أنّه قد يطلق على اللعب بها مطلقاً أي مع الرهن وبدونه ، وعن (٦) بعض أنّ أصل المقامرة المغالبة ، وهذا يقتضي كون القمار بحسب الأصل للأعمّ ممّا يأتي بهذه الآلات ، لأنّ المغالبة قد يأتي بدونها بل بدون آلة ، كالمغالبة بالركض والأقدام والمصارعة والمشاعرة والمشابكة وهو المغالبة بتشبيك الأصابع وبالمشقّ وبالكبش وبالديك والريش وهو الطير كالحمام ونحوه ، والمغالبة في
__________________
(١) القاموس ٢ : ١٢١.
(٢) مجمل اللغة ٢ : ٧٣٣
(٣) الصحاح ٢ : ٧٩٩.
(٤) المصباح المنير ٢ : ٥١٥.
(٥) نقله عنه في مفتاح الكرامة ١٢ : ١٨٦.
(٦) المكاسب ١ : ٣٧١.