بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
كتاب التجارة
واعلم أنّ «التجارة» كالكتابة مصدر ثانٍ يقال : تجر يتجر بالضمّ تجراً وتجارة ، قيل كما عن ابن فارس في مجمل اللغة (١) «إنّه لم يوجد في كلام العرب لفظ اجتمع فيه التاء الأصلي مع الجيم مقدّماً عليه إلّا هذه المادّة ، وأمّا التاء الغير الأصلي فاجتماعه مع الجيم كثير ، ومنه تجربة وتجري وتجعل وما أشبه ذلك».
واعترض عليه كما عن المصباح المنير (٢) بمنع الانحصار ، لورود رتج ونتج أيضاً : يقال رتج الباب أي سدّه ، ونتجت الناقة أي ولدت.
والتجارة ورد في استعمال العرب ملكة وهي الصناعة المعروفة الّتي يقال لصاحبها : «التاجر» وهو معروف ، وحالاً وهو فعل البائع أو المشتري في مقام البيع والشرى ، يقال : فلان يتجر في المال الفلاني أو في مال الطفل.
وقيل : إنّها مشتركة بينهما ، وليس ببعيد ، لتبادر أحد المعنيين عند الإطلاق ، واستقراء استعمالات العرف ، وظاهر كلام أئمّة اللغة حيث إنّهم بين من فسّرها بالصناعة ومن فسّرها بالفعل.
ومحلّ البحث هو الثاني ، وهو بهذا المعنى لغة ـ على ما يظهر من كلمات أهل اللغة
__________________
(١) المجمل ١ : ١٤٥.
(٢) مصباح المنير : ٨٠ (تجر).