كذلك دعاء الحمد في قوله تعالى : ( قل الحمد لله وسلام على عباده الّذين اصطفى آلله خير أمّا يشركون ) (١) فاجتمع في دعائه في هذه الآية دعاء الحمد مع دعائه وتحيته للأنبياء قبله بالسلام عليهم فبعد أن قصّ سبحانه في سورة النمل قصّة سليمان وأعقبها بالحديث عنصالحو لوط أمر نبيه بحمده والسلام على عباده الصالحين من الأنبياء السابقين وفي ذلك « تعليم حسن وتوقيف على أدب جميل وبعث على التيمّن بالذكرين والتبرّك بهما » (٢) فضلاً عمّا فيه من التهديد للمكذّبين به بأن مصيرهم نظير الأقوام المكذّبة السابقة من جهة في حين أن في الحمد والسلام راحد واطمئناناً لمن آمن به وصدّقهبأن عاقبتهم النصر والفوز كما سالف الأمم المؤمنة بأنبيائها رسلها ـ والله أعلم ـ.
دعاء آدم :
على كثرة ما وردت قصة آدم في القرآن الكريم إلاّ أنّ دعاءه لم يذكر إلاّ في موضع واحد فقد جاء ذكر آدم وقصّته في سورة البقرة (٣) وسورة ص (٤) وسورة الحجر (٥) وسورة الأعراف التي صرّح فيها بدعائه وزوّجه حواء في قوله تعالى : ( قالا ربّنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين ) (٦) ولعلّ ذلك يرجع إلى طبيعة التعبير الفني الذي ينهجه القرآن
__________________
(١) سورة النمل : ٢٧ / ٥٩.
(٢) الكشاف ٣٧٥ : ٣.
(٣) ظ : الآيات : ٣٠ ـ ٣٩.
(٤) ظ : الآيات : ٧١ ـ ٧٦.
(٥) ظ : الآيات : ٢٦ ـ ٣٠.
(٦) سورة الأعراف : ٧ / ٢٣.