غيرهم وشايعو الخير » (١) في حين أنّ الدعاء للوالدين وتخصيصهما بطلب المغفرة والرحمة واجب يحتمه الشرع ويقره العرف وتعزّزه مشاعر الوقاء للوالدين لما بذلاه في سبيل تنشئة ولدهما وهذا ما أمر الله تعالى به نبيّة الكريم بدعائه لوالديه بقوله : ( واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربّياتي صغيراً ) (٢).
ومن بين ما نلحظه في بعض جعاء إبراهيم تقديمه لدعاء الثناء قبل دعاء المسألة كما في قوله تعالى : ( الّذي خلقني فهو يشفين * والّذي يميتني ثمّ يحيين ) (٣). (٤) فقد أثنى على الله تعالى وعظّمه بأن ذكر خلقه ونعمه فعقّب على ذلك بسؤاله وطلبه بقوله : ( ربّ هب لي حكماً وألحقني بالصّالحين * واجعل لي لسان صدقٍ في الآخرين ) (٥) إلى آخر دعوته حيث تجد في تقديم الثناء على السؤال أدباً رائعاً ومنهجاً لطيفاً في تعليم كيفية دعائه تعالى وما ينبغي للداعي أن يتحلّى به عند مخاطبته جلّ وعلا فضلاً عمّا فيه من حسن الانتقال والتخلّص من حال لحال فإبراهيم قد تقرّب « إلى الله تعالى بدعواتأهل الإخلاص وابتهل إليه ابتهال أل الأمانة لأنّ الطالب من مولاه إذاقدم قبل سؤاله والتضرّع إليه ذكره بالصفات الحسنى والاعتراف بنعمه كان ذلك أسرع للإجابة وأنجح للمطلوب ولهذا فإن كل من أراد حاجةً
__________________
(١) الكشاف ٨٨ : ١ مفاتيح الغيب ٦٨ : ٤ كذلك ١٣٩ : ١٩.
(٢) سورة الإسراء : ١٧ / ٢٤.
(٣) سورة الشعراء : ٢٦ / ٧٨ ـ ٨١.
(٤) ظ : كذلك : قوله تعالى في سورة الممتحنة : ٦٠ / ٤ ـ ٥.
(٥) سورة الشعراء : ٢٦ / ٨٣ و ٨٤.